دعا فرنسوا كوبي الأمين العام للاتحاد من أجل حركة شعبية، حزب الأغلبية الحاكمة في فرنسا، إلى فتح صفحة جديدة بين الجزائروفرنسا في المجال السياسي والاقتصادي وغيرها من المجالات، فيما اعترف بفشل الدولة الفرنسية في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأعراق في إطار تكريس قيم الجمهورية التي ترتبط ارتبطا وثيقا بمفهوم العولمة. أوضح كوبي خلال المحاضرة التي ألقاها أمس بالمدرسة العليا للعلوم السياسية التي يرأسها الدكتور محمد بوعشة، حول قيم الجمهورية وعلاقتها بالعولمة، أن قيم الجمهورية في الوقت الراهن باتت تطرح عديد الإشكاليات بفرنسا في وقت تعاني منه المجتمعات من آفة الجهل الذي يجعلها تتخذ مواقف عدوانية من الآخرين ولفهم المعضلة يجب التفكير على الطريقة الفرنسية بما يمكن من استيعاب الواقع الفرنسي. وبالنسبة للأمين العام لحزب الأغلبية، فإن الحديث عن قيم الجمهورية هو موضع جد صعب وبقدر ما قد يبدو بسيطا فإنه مركب ومعقد، حيث أشار إلى وجود عقد جمهوري يمكن فهمه من خلال ثلاث أقسام، ويتضمن القيم الأول مفهوم الحرية، المساواة والأخوة، وفي هذه النقطة بالذات قال كوبي إن القادة الفرنسيين عندما يكونون أمام أي توتر بفرنسا فإنهم يعودون إلى التذكير بالعقد الجمهوري كعنصر مؤسس للدولة، ومن ثم تساءل عن مفهوم المساواة أو الإنصاف والاختلاف القائم حول تصور الحرية وغيرها من قيم الجمهورية. وفي هذا السياق، أكد كوبي أن الدولة الفرنسية فشلت في تقريب وجهات النظر بين مختلف الأعراق في فرنسا بسبب التراكمات التي لم يتم معالجتها. ويبقى أن هذه المفاهيم الثلاث غير كافية لتوضيح وشرح قيم الجمهورية، حيث أكد أن هناك قسم ثاني يتضمن مفهوم الأمن، العدالة، التربية والتضامن والنقاش لا يزال مفتوح حول هذه المفاهيم أما فيما يتعلق بالقسم الثالث الخاص بقيم الجمهورية فيقوم على مفهوم اللائكية كخيار يكرس حرية المعتقد في ظل احترام الغير وقيم الجمهورية، ليؤكد أن الفرنسيين لم يتقبلوا العولمة وتعرضوا إلى صدمة نفسية رهيبة جراء التغيرات التي عرفها العالم. واستطرد كوبي في تبرير مختلف الخيارات التي لجأت إليها الدولة الفرنسية خلال السنوات الأخيرة، وساء تعلق الأمر بحظر الخمار داخل المدارس العمومية أو حظر النقاب في الأماكن العمومية، إضافة إلى اللجوء إلى هجرة انتقائية والتخوف من عواقب الهجرة غير الشرعية واعتبر خيارات بلاده شرعية بالنظر إلى التهديدات التي قد تلحق بها. وفي رده عن سؤال حول تدخل فرنسا في ليبيا باسم حقوق الإنسان، وعدم تدخلها في غزة على سبيل المثال، فضل كوبي تجاوز الطرح قائلا، فرنسا تدخلت تحت غطاء أممي ومن غير المعقول أن نثير جدلا لماذا تدخلت هنا ولم تتدخل هناك.