اعتبر أمس «جان فرنسوا كوبي»، الأمين العام للإتحاد من أجل الحركة الشعبية بفرنسا أن التدخل العسكري الفرنسي في ليبيا جاء في إطار أممي، وتجسيدا للائحة الأممية واستجابة لدعوة المجموعة الدولية، وحاول تبرير عدم تدخل بلاده في مناطق أخرى تحدث بها تجاوزات وتوجد فيها بؤر توتر على غرار غزة الذبيحة وما إلى غير ذلك، بكون طرح فكرة التدخل في عدة مناطق اخرى ليس الحل الأمثل لإرضاء الجميع . قدم جان فرنسوا كوبي الأمين العام للحزب الحاكم في فرنسا خلال تنشيطه ندوة نقاش بالمدرسة العليا للصحافة وعلوم الإعلام من خلال استضافته من طرف معهد العلوم السياسية امام الطلبة والأساتذة ورجال الإعلام عرضا مفصلا عن قيم الجمهورية الفرنسية في ظل العولمة . وألح كوبي الرجل الأول في حزب ساركوزي على ضرورة توفر وتكريس عقد وصفه بالجمهوري يمكن للمسؤولين اللجوء إليه في حالة حدوث الأزمات، وأوضح في سياق متصل يقول ان هذا العقد أو الاتفاق الجمهوري الفرنسي يتضمن ثلاث قيم أو ركائز جوهرية والمتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة . وأكد كوبي الأمين العام لحزب الاتحاد العام للحركة الشعبية في الشق المتعلق بالحرية أن الفرنسيين يرون أن الحرية ضرورية بشكل كبير، مبرزا قناعته المتمثلة في توفير الحرية لكل شخص في إطار احترام الآخر واحترام قانون الجمهورية . أما بخصوص المساواة ذكر كوبي أن كل مواطن فرنسي له فكرته الخاصة عن المساواة، ونظرته لها، وحصر متحدثنا المساواة في الحقوق عن طريق إعطاء كل ذي حق حقه وتوفير نفس الحظوظ أمام الجميع، واشترط كوبي إضافة لقيم الجمهورية الثلاث المذكورة عدة ضروريات أخرى حتى تفعل على غرار الأمن والعدالة والتربية والتضامن، وحول الأمن قال أنه عنصر جوهري في العقد من اجل حماية المواطنيين وأملاكهم وتوفير أقصى حد من الحماية والأمان، وأشار في نفس المقام إلى العدالة التي ذكر أنها عنصر ثان، مؤكدا التعود بشكل مستمر على فتح نقاش حول العدالة، وأقر بأن التربية بدورها موضوع مهم مصرحا بأن المنظومة التربوية الفرنسية في الوقت الراهن تمنح الأطفال الفرنسيين التلقين والتحصيل الأحسن، وبخصوص قيمة التضامن وصفها بالجوهرية والتي لا تحتاج إلى تفاوض، واعترف كوبي بانه لا تتوفر كل الإمكانيات للوصول إلى اعلى سقف من التضامن. الموقف من مزدوجي الجنسية ليس حلا سلبيا وأفاد كوبي بان هناك من الشعوب من ترى في العولمة قيما طبيعية وعنصرا إيجابيا وحظا وإمكانيات، أما في نظر وعيون الفرنسيين تمثل العولمة بالنسبة إليهم صدمة نفسية رهيبة، مقترحا على من يريد اكتشاف الحقيقة أن يسافر خارج نطاق بلده، ووصل إلى قناعة ضرورة قول الحقيقة للفرنسيين والتي مفادها ان لكل ظاهرة إيجابيات وسلبيات مقترحا رؤى صلبة على اعتبار ما عاشته فرنسا منذ أربع سنوات وعلى غرار الازمة الإقتصادية ومشكل البطالة والازمة الإجتماعية إلى جانب كل من الانتفاضات السلمية التي حدثت بتونس ومصر، وقام كوبي بتحديد رؤيتين جوهريتين الأولى الاحتكاك بالآخر من خارج الوطن من أجل السير بخطوات متقدمة بعجلة التنمية ورسم صورة ملموسة للشركاء من أجل تقاسم صور جديدة للتنمية اقتصاديا وسياسيا، أما الرؤية الثانية التي دافع عنها الأمين العام لحزب الإتحاد من اجل الحركة الشعبية وضع وتكريس حركة عالمية، معتبرا أنه ليس من المعقول أن تعولم مؤسسات بنكية وأخرى خدماتية وما إلى غير ذلك من المؤسسات في غياب إجابة سياسية . وتحدث كوبي عن الإمكانيات التي تنام عليها فرنسا من اجل بناء شراكات جديدة مبديا استعدادهم لتقديم المعارف في إطار التعاون . وخلال رده في النقاش على ملف الهجرة نحو فرنسا قال كوبي ان نظرة فرنسا لهذا الملف ليست كلها سلبية ولأنها مثل باقي دول العالم حريصة على أن تكون لها في هذا الاطار سياسة حقيقية بالنظر الى طاقة استيعابها كي تنجح عملية استقبال المغتربين على أرضها . ولم يخف كوبي خلال بداية عرضه للمحاضرة أنهم يتابعون سير الاحداث في الجزائر باهتمام محسوس .