أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري استعداد البرلمان لإنجاح الإصلاحات السياسية التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وقال إن الزمن المتبقي من عمر العهدة النيابية للمجلس الشعبي الوطني سيكون مخصصا بشكل أساسي للقوانين ذات العلاقة بمسار الإصلاحات وبانشغالات المواطنين. جاء في خطاب رئيس الغرفة البرلمانية السفلى أمس الأول في اختتام أشغال الدورة الربيعية للبرلمان أن ما تبقى من عمر الفترة التشريعية السادسة التي تقترب من نهايتها سيكون حافلا بالنشاط التشريعي المعزز للإصلاحات السياسية التي بادر بها رئيس الجمهورية، إلى جانب الاهتمام بالقضايا التي تشغل المواطن بما يضمن الحياة الكريمة لكل أبناء الجزائر، موضحا أن المجلس النيابي سيسهم بكل جدية وتفان في هذه المرحلة وسيضع تجربته وكفاءته خدمة لهذه المهمة النبيلة. وفي سياق موصول أكد المتحدث أن البلاد برمتها والتمثيل الوطني على وجه الخصوص يعربان عن ارتياحهما للإرادة التي عبر عنها رئيس الدولة في المضي قدما لتعميق المسار الديمقراطي ودعم قواعد دولة الحق والقانون، مبرزا أن برنامج الإصلاحات شمل أيضا تحسين أداء المنظومة التربوية و تفعيل حركة التنمية في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما لم يفوت زياري الفرصة دون التطرق لحصيلة نشاط المجلس الشعبي الوطني في الدورة المنقضية، ولا سيما ما له علاقة بالإصلاحات السياسية على غرار مشاريع القوانين التي ناقشها نواب المجلس وصادقوا عليها، بينها قانون البلدية والقانون المعدل لقانون العقوبات وقانون التأمينات الاجتماعية. وفي مجال تعزيز الرقابة البرلمانية ذكر زياري بأن الدورة عرفت عددا من الجلسات خصصت للأسئلة الشفوية إضافة إلى الأسئلة الكتابية وجلسات الاستماع على مستوى اللجان الدائمة. وفي إطار التنسيق مع السلطات المحلية ومعاينة انجاز المشاريع ورصد المشاكل المطروحة لرفعها إلى الجهات المختصة أشار إلى أن المجلس أنشأ لجنة تحقيق برلمانية حول التذبذبات التي عرفتها السوق الوطنية بخصوص المواد ذات الاستهلاك الواسع، أو ما يعرف بلجنة تقصي الحقائق في خلفيات انتفاضة الزيت والسكر جانفي الفارط، مؤكدا أن التقرير النهائي سوف يرسل إلى الجهات المعنية وسيتم اطلاع الرأي العام على استنتاجات اللجنة بمجرد الانتهاء من هذه المهمة. وأما بخصوص الديبلوماسية البرلمانية فقد كان للمجلس خلال هذه الدورة، مثلما ذهب إليه زياري نشاطا مكثفا شمل تعزيز العلاقات مع البرلمانات الشقيقة والصديقة لا سيما عبر استقبال الوفود الأجنبية في الإطار الثنائي و المتعدد الأطراف، كما جدد دعم المجلس للسياسة الخارجية للدولة الجزائرية ومساندته للقضايا العادلة في العالم وفي مقدمتها دعمه لحقوق الشعوب في تقرير مصيرها واحترام سيادة الدول و وحدتها. وأشاد زياري بالقرار السياسي الذي اتخذه رئيس الجمهورية على المستوى الاقتصادي المتمثل في الدفع المسبق للديون و تخليص الجزائر من التزاماتها المالية إزاء البنوك الأجنبية، مبرزا أهمية ما وصفه بالانجاز التاريخي للرئيس بوتفليقة وهو المصالحة الوطنية التي أصبحت مرجعا إنسانيا رائدا بما تضمنته من أهداف سامية وقيم نبيلة قضت على أسباب الفتنة و أعادت السلم والأمن إلى ربوع الوطن وزرعت الطمأنينة في نفوس المواطنين.