أكد الرئيس المصري محمد حسني مبارك بباريس أن نجاح الإتحاد من أجل المتوسط مرهون بقدرته على التعامل مع معطيات الوضع الراهن على جانبي المتوسط، داعيا إلى تضييق الفجوة بين دول جنوب وشمال المتوسط بنسبة تصل إلى 50% مع حلول سنة 2038. أوضح حسني مبارك أمس في كلمة ألقاها خلال القمة الأولى للاتحاد من أجل المتوسط بباريس أن نجاح الاتحاد يظل رهنا بقدرته على التعامل مع معطيات الوضع الراهن على جانبي المتوسط، حيث طالب ببلورة رؤية واضحة تحقق الإسراع بحهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول جنوب المتوسط، وأشار إلى أن هذه الرؤية تكون ذات توجه عملي تسعى لتضييق الفجوة بين جنوب و شمال المتوسط بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في ثلاثين عاما و80 بالمئة بحلول عام 2050. وفي ذات السياق، اعتبر مبارك أن هذه الفجوة لا تزال تتسع وأنها تلقي بتداعياتها على الشركاء في أوروبا على نحو ما تلخصه ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وأضاف الرئيس المصري أن التعاون فيما بين ضفتي المتوسط يجب أن يركز على التعامل مع معطيات الوضع الراهن بفكر جديد وفلسفة جديدة تنتقل بالواقع الاقتصادي والاجتماعي لدول جنوب المتوسط إلى مستويات متقاربة تدريجيا مع المستويات السائدة في أوروبا. كما تطرق مبارك إلى الحديث عن التحديات العديدة التي تواجه شعوب جنوب المتوسط لاستيعاب الزيادة الحالية والمتوقعة في السكان وما تفرضه من احتياجات الطعام، التعليم والرعاية الصحية، خدمات المرافق و البنية الأساسية، النقل والمواصلات، حيث أكد بخصوص مسار برشلونة أنه تعثر سياسيا بتعثر عملية السلام في الشرق الأوسط الذي قال بخصوصه بأنه "ألقى بظلال قاتمة على أنشطة التعاون وفعالياته"، مضيفا أن المسار الثقافي "لم يحقق تطلعاتنا لتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات من حيث أنه لا تزال هناك شواهد عديدة للتعصب والإساءة لرموز الإسلام ومقدساته ومشاعر العرب والمسلمين وجالياتهم". أما على المسار الاقتصادي، فنوه الرئيس مبارك بما وصفه ب"الإنجاز الطيب" الذي حققه مسار برشلونة من خلال برامج ميدا واتفاقات الشراكة أن ظل هذا الإنجاز، كما قال، "دون تطلعات جنوب المتوسط بكثير".