في الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة العداء للإسلام والمسلمين، كان هجوما النرويج بمثابة الصفعة في وجه الغرب، حيث سارع الإعلام الغربي إلى التحامل على الإسلام، من خلال نسب الهجومين إلى تنظيم القاعدة، غير أن برييفيك منفذ الهجومين غير الموازين بلجوئه إلى العنف، من أجل إشعال حرب صليبية جديدة. انتقد إعلاميون محترفون ومدونون على صفحات الانترنيت، تسرع وسائل الإعلام الغربية في إصدار حكم مسبق، بكون منفذ اعتداءي أوسلو إرهابي مسلم، مطالبين بالاعتذار للمسلمين، وأعرب بعض المنتقدين عن دهشتهم من اللغة التي وصفوها بالمتحيزة التي استخدمت في وصف هجمات النرويج، حيث لم يستخدم الإعلام الغربي مطلقاً كلمة»إرهابي« عندما تحدث عن أندروس برييفيك، بل إن مصطلح »هجمات إرهابية«، غاب حتى عن عناوين كبرى الصحف الأمريكية والبريطانية. وقد استفادت من هذا، جماعات يمينية متطرفة في أوروبا، التي تساهم بدورها في تصعيد التوتر بين الغرب والمسلمين، كما يعمل الإعلام على تغذية هذه المشاعر المعادية من الطرفين، فقد أشار استطلاع عقب هجمات أوسلو إلى أن نحو ثلث البريطانيين يعتقدون، أن الإعلام هو المسؤول الأكبر عن إشاعة الخوف من الإسلام. من جهة أخرى، تحدث زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز أول أمس، أن ما قام به برييفيك يعد صفعة للحركة العالمية المناهضة للإسلام، وفي بيان نشر في موقع حزبه )حزب الحرية( قال »إنها لصفعة في وجه الحركة المناهضة للإسلام على مستوى العالم أن يسيء مريض نفسي استخدام مكافحة الإسلام بطريقة عنيفة«، وتابع أنه »يتعين التصدي لأسلمة المجتمع الهولندي بالطرق "الديمقراطية والسلمية فقط« وعلى صعيد آخر، قامت الشرطة النرويجية مساء أول أمس، بتفجير مخبأ متفجرات عثرت عليه في مزرعة استأجرها أندريس برييفيك، الذي نفذ الهجوم المزدوج في النرويج يوم الجمعة الماضي، وقالت إنه لم يصب أحد في الانفجار الذي جرى في منطقة تبعد حوالي 160 كيلومترا شمال العاصمة النرويجية أوسلو وامتنعت عن تقدير الكميات التي عثر عليها، وتعتقد أن برييفيك صنع قنبلته باستخدام الأسمدة باعتبارها المكون الرئيسي واشترى الأسمدة تحت ستار أنه كان مزارعا، وفي الوقت نفسه، أكدت الشرطة أنه جرى وضع برييفيك تحت مراقبة دائمة خوفا من انتحاره. من جهة أخرى رجح محامي منفذ الهجوم المزدوج، أن يكون موكله مختلا عقليا، ونقل عنه أنه كان يعتقد أنه أشعل حربا ستستمر ستين عاما، وقال في تصريح صحفية إن »القضية برمتها تشير إلى أنه مختل عقليا«، ودعا إلى عرضه على الفحص الطبي لتحديد وضعه النفسي، بيد أنه استبعد أن يعتمد على هذه الفرضية أثناء دفاعه عن المتهم، وأضاف المحامي المعين من طرف المحكمة أن المهاجم يعتقد أنه في حرب، وأن الحرب تعني أن في وسعه أن يفعل أشياء على شاكلة ما قام به في أوسلو وفي جزيرة أويوتا، ونقل عن موكله أنه كان يعتقد أنه سيلقى مصرعه في الهجوم المزدوج أو أثناء المحاكمة، وأن الحرب التي أشعلها ستستمر ستين عاما، وذلك من أجل حماية أوربا من الغزو الإسلامي، وقال أيضا إن بريفيك لم يبد أي نوع من الندم أو التعاطف مع ضحاياه الذين قتلهم رميا بالرصاص في المخيم الشبابي. ومع أنه اعترف بمسؤوليته عن الهجومين، فقد دافع برييفيك أمام المحكمة عن نفسه مبررا بأنه غير مذنب، و قال في وقت سابق أمام الشرطة إنه يدرك أن ما قام به كان رهيبا، لكنه ضروري، وفي هذا الوقت تتزايد مخاوف الشرطة، من هجمات مماثلة بعد عثورها على حقيبة مثير للشبهات في محطة القطارات المركزية بالعاصمة أوسلو، لا تشكل أي خطورة وقال توري بارشتاد مفتش الشرطة للصحفيين أول أمس »لم نعثر على شيء يهم الشرطة«، مضيفا أن تفتيش الحقيبة لا علاقة له بهجومي يوم الجمعة.