شككت صحيفة موريتانية في حقيقة الحرب التي يقوم بها الجيش الموريتاني ضد معقل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بشمال مالي، وقالت الصحيفة في تحقيق لها أن الأمر يتعلق بمواجهات مع مجموعات مسلحة مدعومة من قبل الرئيس الموريتاني الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع. كشفت صحيفة »لافيا ريفيلاتور« التي تصدر في مالي أن عمليات الجيش الموريتاني بشمال مالي لا تستهدف عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وإنما تستهدف متمردين موريتانيين يدعمهم الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطائع، وأضافت بأن »تحقيقات وافية« قادتها إلى اكتشاف هذه »الحقيقة«، وإن الحكومة المالية وقعت في فخ حين صدقت الهدف المعلن »وانجرت إلى حرب لا تعنيها«. وأكدت الصحيفة، التي تقول أنها استندت إلى مصادر رسمية، أن »المتمردين الموريتانيين المزعومين والذين يدعمهم الرئيس المطاح به في انقلاب 3 أوت 2005 معاوية ولد الطايع يلجئون دائما إلى الأراضي المالية..«، واستطردت في نفس السياق: »عرفنا من تحقيقاتنا أن الجيش الموريتاني، وتحت حجة مكافحة العدو المشترك (القاعدة) ينتهك المجال المالي مطاردا المتمردين الموريتانيين المزعومين«، وتساءلت الصحيفة في تحقيقها »إذا لم تكن هذه المعلومات صحيحة فكيف نفهم الهجمات الموريتانية المتكررة داخل التراب الموريتاني؟ هل القاعدة تعادي موريتانيا أشد مما تعادي مالي أو النيجر أو الجزائر؟ أم أن الجيش الموريتاني أقوى وأشد جاهزية لمواجهة القاعدة من جيوش دول منطقة الساحل الأخرى«، لتجيب بالنفي مضيفة »ومن جهة ثانية فموريتانيا معنية بالشريط الساحلي بدرجة أقل من هذه الدول نظرا لأن أراضيها الواقعة فيه أقل مقارنة مع جاراتها«. وبحسب »لافيا ريفيلاتور« دائما فإن »إجراءات الجيش الموريتاني على الأراضي المالية تحت ذريعة مواجهة القاعدة ليست في الحقيقة حربا ضد الشبكات الإسلامية وإنما هي رغبة من السلطة الحاكمة في نواكشوط في تدمير كلي للمجموعات المتمردة التي تواجهها منذ بعض الوقت، والدليل الدامغ على ذلك هو أن غالبية عناصر القاعدة الذين أوقفهم الجيش المالي هم من جنسية موريتانية فلماذا إذن تهاجم القاعدة الجيش الموريتاني ولا تهاجم الجيش المالي أو النيجري«، وذهبت الصحيفة الموريتانية إلى طرح مقاربة أخرى حول احتمال تحالف القاعدة مع المتمردين الموريتانيين المزعومين لمواجهة العدو المشترك المتمثل في الجيش الموريتاني لكنها عادت لتستدرك: »غير أن الأكيد هو أن الالتزام القوي والتام لموريتانيا هو الحرب ضد المتمردين وليس الحرب ضد الإسلاميين فعلى سلطتنا إذن كامل الحذر! نعم للحرب على القاعدة! لكن لا لمساعدة موريتانيا في مواجهة متمرديها«. ويفتح هذا التحقيق الصحفي الذي تقول الصحيفة المالية أنه اعتمد على معلومات استقتها من مصادر رسمية، الباب أمام التساؤل حول خلفية المعارك التي تدور رحاها بين الجيش الموريتاني والمسلحين في شمال مالي، وكيف لجيش قليل الجاهزية وضعيف التدريب والتسلح ولا يملك تجربة كبيرة في مواجهة المجموعات الإرهابية ليجازف بالدخول في مواجهات متواصلة مع مسلحين ويضرب أهدافا داخل دولة جارة، في حين تتحفظ فيه دول أخرى مثل الجزائر عن الدخول في مواجهات مع المجموعات الإرهابية على أراضي مالي أو النيجر، رغم جاهزية جيشها وتسلحه العالي باعتباره ثاني أكبر جيش في القارة السمراء. للإشارة كانت موريتانيا قد أعلنت عن مصرع ما لا يقل عن 15 عنصر مسلح منهم قيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي يحمل الجنسية الجزائرية، وهذا خلال عملية عسكرية غير مسبوقة بغابة »واغادو« بمالي، استهدفت تدمير معسكرات للقاعدة