تشهد مدينة سطيف وعدد من المدن المجاورة لها منذ بداية شهر رمضان ندرة حادة في التموين بمادة الحليب، والانطلاق في رحلة بحث حقيقة تدوم ساعات طويلة دون جدوى، فيما تتشكل طوابير طويلة وعريضة من المواطنين أمام المحلات التي تمكن أصحابها من الظفر بكمية منها. وهي الوضعية التي لا تزال تتفاقم يوم بعد يوم وسط نفاذ الإحتياط الذي تخزنه ربات البيوت بالثلاجات، مما دفع العائلات السطايفية إلى نزع هذه المادة من وجبة الفطور والتي يفضل العديد كسر الصيام بها مع التمور قبيل الشروع في آداء صلاة المغرب. وفي محاولة منا تقصي الوضع نزلنا بالعديد من محلات بيع المواد الغذائية بنقاط متفرقة من المدينة لنتفاجأ بتصريحات أصحابها، فالأغلبية ممن تحدثنا إليهم أكدوا غياب أكياس الحليب منذ عشية حلول شهر رمضان فيما سجل البعض الآخر انقطاع الحليب منذ اليوم الأول والثاني من الشهر الفضيل، ولعل أبرز دليل لذلك بقاء الصناديق التي تحوي أكياس الحليب فارغة على حالها خارج المتجرات منذ أيام، إلى درجة أنه لم يعد هناك من يسأل عن الحليب من المستهلكين لمعرفتهم الجواب مسبقا. وقد ذكرت هذه الندرة السنة الماضية، إذ سجلت ندرة الحليب في نفس موسم الصيام وكأن الأمور مدبّرة حسب تصريحات التجار. وفي محاولتنا معرفة أسباب الندرة التي طالت العديد من الدوائر المجاورة لسطيف كالعلمة شرقا وعين أرنات غربا، حاولنا التقرب من أحد مموني هذه المادة أين أكد لنا أن التذبذب الحاصل في التوزيع وليس الإنتاج باعتبار أن وحدة إنتاج الحليب بسطيف لم يسجل بها إضطراب محسوسا قد يؤثر بالشكل الملاحظ، غير أن محدثنا أكد أن الحرارة الشديدة التي تمر بها عاصمة الهضاب جعلت العديد من الممونين بهذه المادة يتوقفون عن العمل مخيفة فساد الحليب وتكبد الخسائر التي لا تعوضها الشركة المنتجة، إضافة إلى الطوابير الطويلة التي يعاني منها أصحاب شاحنات نقل الحليب والتي لا تظفر بدورها إلا بعد ساعات عديدة، من جهتنا حاولنا الاتصال بمسؤولي وحدة إنتاج الحليب بسطيف لمعرفة أسباب الندرة والحلول المرتقبة لكن دون جدوى.