رفضت الحكومة السودانية طلب مدعي المحكمة الجنائية اعتقال الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور، وهددت الخرطوم بردود فعل أخرى إذا نقلت القضية إلى الأممالمتحدة. وقد أعلنت الجامعة العربية أن اجتماعا طارئا سيعقد بهذا الخصوص السبت القادم. وقال الناطق باسم الحكومة السودانية كمال عبيد إن بلاده ترفض طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بتوقيف البشير لاتهامه بالتورط في "أعمال إبادة جماعية" بدارفور وهدد ب"ردود فعل" أخرى إذا تم تصعيد الأمر إلى الأممالمتحدة. ونقلت مصادر عن عبيد قوله "إننا الآن ضد المحكمة الجنائية الدولية ونرفض أي قرار يصدر عنها". وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة السودانية ستتخذ أي موقف تجاه الأممالمتحدة، أجاب عبيد "إننا الآن ضد المحكمة الجنائية الدولية وإذا ما أحالت المحكمة الجنائية الدولية الأمر إلى الأممالمتحدة فسيكون لنا رد فعل جديد". ورفض الإدلاء بمزيد من التوضيحات. وكانت مذكرة الادعاء تضمنت ارتكاب البشير جرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة. وقال المدعي العام إن "قوات وعملاء" خاضعين للرئيس السوداني قتلت ما لا يقلّ عن 35 ألف مدني. وتسببت بالموت البطيء لما بين 80 ألفا و265 ألف شخص هجروا من منازلهم بسبب القتال هناك. وأضافت المذكرة أن البشير ارتكب وعبر أشخاص آخرين إبادة بحق قبائل الفور والمساليت والزغاوة في دارفور، وذلك عبر استخدام جهاز الدولة والقوات المسلحة ومليشيا الجنجويد. كما تتهم المذكرة البشير بجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب منها القتل والإبادة والترحيل القسري ل9.2 مليون مدني فضلا عن الاغتصاب والتعذيب. وإضافة إلى طلب القبض على البشير طلب الادعاء من المحكمة مصادرة ممتلكات الرئيس السوداني وتجميد أرصدته. وقد أعلن هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى للصحافيين أنه تم الاتفاق على عقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب السودان، وهو الطلب الذي أيدته عدة دول عربية هي سوريا ومصر والسعودية وليبيا وفلسطين. وقال السفير سمير حسني رئيس إدارة التعاون العربي الأفريقي في الجامعة إن الاجتماع سيعقد السبت المقبل. وكان الرئيس البشير قد استبق تحرك المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية بالقول إن مساعي تقديم تلك المذكرة خطوة كيدية، وقال إن الرد الحاسم عليها هو مزيد من الاستمرار في برامج التنمية في البلاد. وقد تظاهر آلاف من السودانيين للإعراب عن معارضتهم لمحكمة الجنايات الدولية، ولإظهار تضامنهم مع الرئيس البشير. وهتف المتظاهرون وهم يسيرون في شوارع الخرطوم باتجاه مكتب الأممالمتحدة "بالروح بالدم نفديك يا بشير" و"تسقط تسقط أمريكا". كما تجمع مئات المتظاهرين قرب مقر الحكومة. وفي بيان سلم لمكتب الأممالمتحدة قال المتظاهرون إن المحكمة الجنائية "تفعل بالضبط ما يطلبه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وإسرائيل".