تباينت قراءة أفعال الأحزاب السياسية في الجزائر حول الدعوة للخروج في »يوم الغضب« المزعوم يوم 17 سبتمبر، والتي تروج لها أطرافا مجهولة على شبكة التواصل الاجتماعي، إلا أنها دعت من جهتها إلى اليقظة وتوخي الحذر سيما وان أطراف أجنبية دخلت على الخط. قال المكلف بالإعلام في حزي جبهة التحرير الوطني، قاسة عيسى، في اتصال هاتفي أمس، أن حزبه يتابع منذ 15 يوما تلك الدعوات ويحاول ترصد الجهات التي تقف وراءها، مؤكدا أن شباب جبهة التحرير الوطني الناشط ضمن خلايا رصد الشبكة الاجتماعية تفل بالرد على الدعوة وإثراء النقاش على الفيس بوك من خلال إبراز خلفيات تلك الدعوات والشبهة التي تحيط بالداعين إليها. وفي قراءته لهذه الخطوة التي أثارت قلاقل في المجتمع، توضح قاسة أن المسالة برمتها متعلقة بمحاولة نسخ ما تعيشه بعض البلدان العربية خاصة منها دول الجوار لضرب استقرار الجزائر، وذهب القيادي الافالاني إلى اتهام جهات أجنبية تستغل شبكات التواصل الاجتماعي لمحاولة تعبئة الشباب واستغلال بعض الغليان الاجتماعي الناتج عن عمليات الترحيل والتململ الذي تعرفه بعض القطاعات المهنية. وفي السياق ذاته أوضح المتحدث عن تجنيد حزب جبهة التحرير الوطني لشباب الحزب الناشط ضمن خلايا رصد الشبكة الاجتماعية للرد على دعاة التظاهر في الجزائر وإبراز الخلفيات المبيتة وراء هذه الدعوات التي ركبتها أطراف أجنبية تهدف إلى ضرب استقرار الجزائر، ولم ينف ذات المصدر وجود تيارات فكرية وسياسية في الجزائر تحاول استغلال الدعوة والاستثمار في بعض المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المواطن. وعن توقعات الافالان عما إذا كانت هذه الدعوة ستلقى استجابة، قال قاسة عيسى، »لا اعتقد ذلك، لان نفس الدعوات التي انتشرت على الفيس بوك مطلع جانفي الماضي لم تحقق هدفها«. إلا أن ذلك لم يمنع عضو المكتب السياسي للافلان من دعوة المواطنين من توخي الحذر خاصة وان هناك من حاول استغلال حزب جبهة التحرير الوطني من خلال ما مجلس شباب جبهة التحرير الوطني. أما حركة مجتمع السلم فقد نبهت على لسان مسؤلها للإعلام، محمد جمعة، إلى تورط جهات أجنبية وبالتحديد من ليبيا والمغرب في الدعوة للخروج في تظاهرات غاضبة في الجزائر، موضحا أن حركنه مع حق التظاهر السلمي والقانوني لإطراف تكون معروفة، لكن أن تكون الدعوة من جهات مجهولة المصدر فالحركة لا يمكنها مباركتها. وفي إشارة إلى رفض الحركة للمظاهرات الاحتجاجية المطالبة بالتغيير عن طريق الشارع، قال محمد جمعة أن حركته حسمت خياراتها بالانخراط في عملية الإصلاح التي اقرها رئيس الجمهورية. متوقعا فشل الدعوة على خلفية عدم رصد مناضلو الحركة لتجاوب المواطنين. من جهته حذر حزب العمال في بيان أصدره مطلع الأسبوع عقب اجتماع أمانة المكتب السياسي، من تنامي دعوات التظاهر في الجزائر على شبكة الفيس بوك، حيث دعا الحزب الحكومة إلى اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر بالنظر إلى سعي عدة أطراف خارجية إلى استنساخ تجارب بعض البلدان العربية في الجزائر وفتح المجال أمام التدخل الأجنبي على حد تعبير حزب العمال. ويعتقد حزب العمال أن المضي في إصلاحات شاملة وعميقة وجادة وفق ما حدده رئيس الجمهورية وحدها الكفيلة بوقف مسلسل الهجمات الإعلامية الخارجية وإفشال المؤامرات التي تستهدف البلد مثلما ترى زعيمة الحزب لويزة حنون.