استقبل عبد الحميد سي عفيف رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية بالمجلس الشعبي الوطني رفقة عدد من النواب، يوم الأربعاء، فرانسوا لونكل وهنري بلانيول، نائبين بالجمعية الوطنية الفرنسية، اللذين يزوران الجزائر في إطار مهمّة في دول الساحل الإفريقي، هدفها إعداد تقرير عن الوضع الأمني في المنطقة . وخلال اللقاء، قدم رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية عرضا شاملا حول كفاح الجزائر ضد الإرهاب، لاسيما خلال السنوات التي ما انفكّت فيها الجزائر تحذّر من أن هذه الظاهرة عابرة للأوطان ولا تخص بلدا بعينه ولم تجد حينها تفهما ولا أذنا صاغية، إلى أن غيرت أحداث 11 سبتمبر نظرة الغرب لهذه الظاهرة وأثبتت صحّة الطرح الجزائري، الذي دعا إلى ضرورة مواجهة جماعية لظاهرة الإرهاب وأن يعمل الجميع على أن تتوصل الأممالمتحدة لتحديد تعريف توافقي للإرهاب . وتأسّف سي عفيف على تذبذب مواقف بعض الأطراف الغربية في تعاملها مع الجماعات الإرهابية، لاسيّما عندما يتعلق الأمر بدفع الفدية مقابل إطلاق سراح الرهائن، وهو ما أصبح يشكل أكبر مصدر لتمويل هذه الجماعات . وفي معرض رده على تساؤلات الوفد بخصوص تداعيات الوضع في ليبيا على أمن منطقة الساحل، حذّر سي عفيف من أن تداول الأسلحة التي مصدرها ليبيا ووقوعها بين أيدي الجماعات الإرهابية لاشك أنه يشكل عامل تأزيم للوضع الأمني في منطقة الساحل. وشدّد سي عفيف على أن مكافحة الإرهاب في المنطقة تهمّ البلدان المعنية بالدرجة الأولى والتي هي الآن بصدد تنسيق جهودها في إطار شراكة جهوية من أجل محاربة هذه الظاهرة. ودعا في هذا الصدد، البلدان خارج المنطقة إلى ضرورة دعم هذه الجهود، في إطار شراكة لا تقتصر على المعالجة الأمنية البحتة، بل تشمل كذلك مرافقة بلدان الساحل في مجهودها التنموي.