قال عبد العزيز بلخادم، إنه من الضروري العودة إلى دراسة ثورة أول نوفمبر 1954، للاستلهام من مبادئها وقيمها الأسباب التي أدت إلى النصر ، واستخلاص تأثيراتها السياسية، الاجتماعية والثقافية، ليس في الجزائر فحسب بل على المستوى الإقليمي والدولي وداخل الدولة المحتلة نفسها، باعتبار أن الثورة أدت إلى سقوط الجمهورية الرابعة وأحدثت انقلابا في أفكار النخب في العالم وفي فرنسا بالذات، حيث استقطبت جزءا كبيرا من الشعب الفرنسي لينادي بحرية الجزائر واستقلال شعبها واستعادة سيادتها. ومن هنا حث المؤرخين الجزائريين على كتابة تاريخ ثورة التحرير بمسؤولية وأمانة، تصون التاريخ والذاكرة الجماعية من التزييف والتحريف وتحمي الأجيال من الوقوع في المغالطات التي تعمل أطراف كثيرة على زرعها في الأذهان لعرقلة مسار بلادنا عن بناء مستقبل أجيالها. وانتقل بلخادم للحديث عن الذكرى ال 57 لثورة نوفمبر، متسائلا، هل ننسى ما واجهه الشعب الجزائري من قمع وقتل وتعذيب وتهجير ونفي وإبادة طالت الإنسان والتاريخ والهوية؟ وهل ننسى ما قدمه شعبنا البطل من تضحيات جسام، يعجز البيان عن تسجيله وذكر تفاصيله، إذ تجاوز من فازوا بالشهادة ونالوا شرفها المليون ونصف المليون شهيدا، دون احتساب الشهداء عبر كل المقاومات والانتفاضات التي لم تهدأ منذ أن وطئت أقدام المحتل أرضنا الطاهرة سنة 1830 ورد قائلا »أبدا لن يحدث ذلك«.