حل زوال أمس رئيس الجمهورية عبد العزيز بالعاصمة القطرية الدوحة، للمشاركة في أشغال القمة الأولى لرؤساء وملوك ورؤساء حكومات الدول المصدرة للغاز الطبيعي، التي تنطلق أشغالها صباح اليوم بفندق شيراطون بالدوحة، وينتظر أن تعرض عليها قرارات وتوصيات المجلس الوزاري، الذي أنهى أشغاله أمس. مبعوثنا »صوت الأحرار« إلى الدوحة: هارون محمد السعيد يشارك رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في أشغال القمة الأولى للبلدان المصدرة للغاز الطبيعي، التي تنطلق صباح اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، وكان رئيس الجمهورية حل بمطار الدوحة زوال أمس. وينتظر أن تنصب أشغال قادة البلدان المشاركة بالبحث والنقاش على القرارات والتوصيات، التي اتخذها مجلس وزراء الطاقة، عقب أشغاله التي انطلقت أول أمس الأحد، وانتهت أمس، وحسب ما هو مقرر فإن القمة ستبحث في عدد من المواضيع المهمة المطروحة على البلدان المصدرة للغاز. ولقد كان لوزير الطاقة والمناجم يوسف يوسفي لقاء بالصحافة الوطنية، التي تابعت أشغال الحدث، وأكد أن هذه القمة هي أول قمة لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي، ولها أهمية كبيرة في مسيرة المنتدى الذي تم تأسيسه سنة 2001، ومهمته الأساسية الحفاظ على أسعار الغاز الطبيعي، وقال »في الوقت الحالي لم نتحدث عن الأسعار وتوحيدها، بل تركنا كل جهة تحدد أسعارها بنفسها لأن لكل جهة من الجهات خصائصها، فأمريكا وآسيا، وأوروبا كل له خصائصه، لكن مع هذا نحن نفكر في كيفيات التعاون والتكامل في هذا المجال، لكننا لا نعمل بطريقة الحصص، وفق ما هو الحال بالنسبة لمنظمة البلدان المصدرة للنفط أوبيب..نحن الآن ندرس انعكاسات تطورات الأسعار على الاستهلاك، ونجري مشاورات بيننا«. وأضاف الوزير »هدفنا الحالي ليس الأسعار، بل تبادل الخبرات والمعلومات عن أسواق الغاز في العالم، وأكيد أن دور الغاز سيتعاظم مستقبلا في العالم«. وفي هذا السياق يقول »ألمانيا واليابان وربما حتى فرنسا ستقدم على تغيير سياستها الطاقوية في مجال الغاز الطبيعي، كمادة نظيفة، وعلى المدى القصير ربما ستكون لنا صعوبات، قد تؤدي لانخفاض الطلب على هذه المادة، ويزداد الضغط على المنتجين والمصدرين«. وقال الوزير يوسفي إن أولوية الجزائر حاليا هي رفع احتياطات البلاد من كل الموارد الطبيعية بما فيها الغاز الطبيعي، ثم الحفاظ على السيادة الوطنية في تغطية الطاقة، وأن تبقى الجزائر من المصدرين الأوائل للغاز الطبيعي في العالم، عن طريق تعزيز الاستكشاف، ومعرفة الموارد، وقال »توجد لدينا الآن أفكار ولن نبقى جامدين، ويجب علينا طبعا أن نساير التطورات الحاصلة في العالم«. وأوضح أن الجزائر حاليا في تفاوض مع الطرف الإيطالي، وأمس فقط وفق ما قال تحدثت حول الموضوع مع وزير الطاقة النيجيري بالدوحة على هامش أشغال المجلس الوزاري، وتركز الحديث حول أنبوب الغاز المار على الصحراء. وفي الوقت الذي أكد فيه السعي للزيادة في إنتاج الغاز الطبيعي، فإنه أعلن للصحافة في نفس الوقت أن الزيادة في أسعار الغاز على المستوى الداخلي الوطني غير واردة الآن. وحسب وزير الطاقة والمناجم، فإن الجديد في منتدى البلدان المصدرة للغاز الطبيعي قد صادق أول أمس على إنشاء معهد للبحث في مجال الغاز الطبيعي، ويكون مقره الجزائر، بهدف تطوير التكنولوجيا في صناعة الغاز عبر التعاون المشترك بين الأمانة العام والدول الأعضاء بالمنتدى، والعمل على تبادل المعلومات والبيانات في مجال الأبحاث التكنولوجية في مجال الغاز الطبيعي. وقد تقدمت الجزائر لمجلس الوزراء بالدراسة الخاصة بهذا المشروع، وينتظر أن يعرض اليوم القرار المتعلق به على قمة الرؤساء والملوك، للمصادقة عليه بصفة رسمية، ويكتسي هذا المشروع أهمية قصوى حسب الوزير، علما أن سلطنة عمان قد انضمت للمنتدى وحازت على عضويتها الدائمة فيها إلى جانب الدول الأخرى ال11 العضوة فيه، وهي الجزائر، قطر، إيران، روسيا، مصر، ليبيا، نيجيريا غينيا الاستوائية، فنزويلا، ترينيداد وتوباغو، بوليفيا، إضافة إلى الأعضاء الثلاثة الدائمين كازخستان، النرويج، وهولندا، التي شاركت في هذا المنتدى بصفة ملاحظ. وقرر وزراء الطاقة في مجلسهم الوزاري أن يعقد المجلس القادم سنة 2012 في غينيا الاستوائية، وتم انتخاب الأمين العام الحالي للمنتدى الروسي ليونيد بوخانوفسكي أمينا عاما من جديد لغاية سنة 2013. وحسب المعلومات المتداولة في كواليس القمة، فإن حضور كل قادة الدول العضوة في المنتدى غير مؤكدة، لكن ما هو معلن عنه أن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد سيحضر القمة وسيلقي خطابا يشرح فيه ما تراه إيران بالنسبة لموضوع الغاز الطبيعي من جهة، وسيخاطب أمريكا والدول الغربية والعالم أجمع ويوضح للجميع الموقف من اتهامات السعي نحو امتلاك السلاح النووي من جهة أخرى.