سجّلت مصالح الحماية المدنية بوهران إلى غاية ليلة أمس، أكثر من 235 تدخّل بسبب الفيضانات التي اجتاحت عدّة بلديات وتسبّبت في تشريد العشرات من العائلات، حيث بلغ عدد المنكوبين ببلدية سيدي الشحمي لوحدها أكثر من 700 عائلة، حيث تمّ استعمال الزوارق المطاطية لإجلائهم، وشهدت عدّة بلديات وأحياء احتجاجات عارمة بسبب ما آلت إليه الأوضاع. ارتفعت حصيلة التدخّلات والخسائر الماديّة المعتبرة، مع تسجيل جرحى من دون القتلى، حيث نفت مصادر مسؤولة، مقتل رضيعة ببلدية سيدي الشحمي في الفيضانات، وأكّدت أنّ الأمر يتعلّق بجريمة قتل راحت ضحيّتها عجوز في ال76 من العمر، تمّ تكبيلها وقتلها من قبل مجهولين وهي القضيّة التي تحقّق فيها مصالح الدرك الوطني، أمّا فيما يتعلّق بالفيضانات فمن بين أكثر من 235 تدخّل لمصالح الحماية المدنية، تمّ تسجيل إصابة شخص بصعقة كهربائية داخل دكانه ببلدية سيدي الشحمي الذي لقي حتفه على إثر ذلك، هذه الأخيرة كانت أكثر البلديات تضرّرا، حيث ارتفع بها منسوب المياه إلى أزيد من مترين وغرقت كامل البلدية في المياه والأوحال، خصوصا على مستوى السكنات الفوضوية بمدخل البلدية التي تفتقر لأدنى شروط العيش، إذ غمرت المياه سكناتهم عن آخرها وأحدثت حالة رعب غير مسبوقة، ما دفع السكّان للاحتجاج بقطع الطريق، واستدعى تدخّل مصالح الحماية المدنية استعمال الزوارق المطاطية لإجلاء العائلات وهي العملية التي دامت إلى غاية الثانية ليلا ولا تزال متواصلة حيث تمّ ضخّ المياه وتخفيض مستوى المياه إلى مستوى 60 بالمائة، فيما تمّ إحصاء أزيد من 700 عائلة منكوبة ألحقت بها الفيضانات أضرارا جسيمة. وممّا زاد الأوضاع كارثية انفجار قنوات صرف المياه القذرة وتسرّبها إلى المساكن وانتشار الروائح الكريهة خصوصا على مستوى حيّ بن عائشة. وحسب الإحصاءات الأولية فإنّ بلدية سيدي الشحمي والبرية وبوتليليس هي أكثر البلديات تضرّرا، كما تدخّلت مصالح الحماية المدنية لإنقاذ 48 شخصا في حوادث مرور متفرّقة، من بينها انحسار سيّارة بالمياه في عين البيضاء بداخلها عائلة من أربعة أشخاص، وإجلاء 8 عائلات من مزرعة غمرتها المياه، وانهيار سور طوله 40 مترا بعين البيضاء وانزلاقات وانهيارات جزئية على مستوى أرزيو وأحياء مثل الحمري وسيدي الهواري. وسجلت أوّل أمس، احتجاجات بالجملة على مستوى كافة البلديات من بينها احتجاجات سكّان الحاسي وراس العين وكوشة الجير، أين حدثت اشتباكات مع مصالح الأمن وإصابات في صفوف الطرفين، واحتجاجات سكّان أرزيو وسيدي الشحمي، حيّ الونشريس بالمرسى الكبير وبوزفيل بعين الترك والشهايرية بعين البية، وسكّان حيّ المقري أين تمّ تسجيل انهيار جزئي خطير على مستوى بناية تقيم بها 8 عائلات. أما على مستوى مدينة وهران، فقد تمّ تجنيد عمّال النظافة وشركة سيور للقيام بعمليات التطهير وضخّ المياه وتسليك البالوعات وهي العملية التي قد تتواصل إلى غاية نهاية الأسبوع جرّاء الخسائر المعتبرة التي تمّ تسجيلها، فيما تواصل تساقط الأمطار إلى غاية أمس، وسط حذر وترقب شديدين من قبل سكّان الولاية تحسّبا لتكرار سيناريو أوّل أمس، ويجدر بالذكر أنّ هذه الفيضانات هي الأولى من نوعها منذ سنوات حيث تمّ تسجيل نسبة تساقط تقدّر ب100 ملم.