عاشت أمس أغلب المدن الساحلية، ظروفا صعبة جراء السقوط الكبير للأمطار، وهو ما تسبب في فيضان عدد معتبر من الأودية، لاسيما على مستوى ولاية البليدة. وعرفت بعض المناطق الحضرية اختناقا مروريا هائلا، وحدوث فيضانات جراء انسداد قنوات الصرف الصحي. وكانت أمس مناطق العاصمة قد شهدت حالة متردية، حيث تسببت الأمطار الغزيرة التي سجلت صباح أمس الأحد والليلة السابقة في عرقلة حركة السيارات في الشوارع الرئيسية، وأبدى العديد من سكانها امتعاضهم عن سوء حالة الطرقات وعدم تكفل السلطات المحلية بهم. وفي جولة قصيرة عبر عدد من الشوارع الرئيسية لوحظ انسداد تام لبعض الطرق وشلل في مواقع أخرى ما تسبب في حالة أزدحام وفوضى مرورية كبيرة، على غرار ما حدث بالطريق السريع المؤدي من زرالدة نحو الدارالبيضاء، حيث أغلق الطريق لساعات وتسبب في تأخر وصول العمال والموظفين إلى مواقع عملهم في الوقت المناسب. وغمرت المياه شوارع وأحياء بباب الوادي والشراقة وأولا فايت وغيرها. مواطنون غاضبون يغلقون طريق بدالي ابراهيم احتجاجا على الاهمال أقدم صباح أمس بحي الرياح البكرى بدالي أبراهيم بالجزائر العاصمة عشرات من مواطني على غلق الطريق المؤدية إلى الشراقة وطالبوا بحضور السلطات المحلية لإبلاغهم إحتجاجهم على تردي أوضاع الحي الذي تكشفت عيوبه بعد تساقط الأمطار ليلة السبت إلى أمس الأحد، وغمرت مياه الأمطار منازل المواطنين وحرمت الأطفال من الإلتحاق بمقاعد الدراسة. في شرق البلاد .. انهيار جزئي لبناية عتيقة بعنابة من جانب آخر تسبب في انهيار جزئي لبناية عتيقة غير آهلة بالسكان بعنابة مما توجب العديد من التدخلات لضخ المياه. وأوضحت مصالح الحماية المدنية أن البناية العتيقة الواقعة بشارع الفداء انهارت جزئيا متسببة في جرح أحد المارة، مشيرا إلى تسجيل خمس عمليات لضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى داخل مؤسسات تعليمية في بلدية بسباس و بالطارف. وأضاف نفس المصدر أنه تم تسجيل عمليات تدخل في بلدية بن مهيدي و حي الشهداء وحي بن عمار و قرية سيدي قاسي و بالجزائر العاصمة تسببت الأمطار الطوفانية المتهاطلة في شل حركة المرور اثر تصاعد المياه. وتدخلت مصالح الحماية المدنية لمساعدة مصالح صيانة الطرقات لضخ مياه الأمطار بالعاصمة لا سيما في الأنفاق الأرضية ، وقد ترقبت مصالح الأرصاد الجوية أمس السبت تسجيل أمطار كثيفة تكون أحيانا غزيرة في 12 ولاية بشرق البلاد. في نشرية للديوان الوطني للأرصاد الجوية استمرار تساقط الأمطار إلى الخميس المقبل أوضحت مصلحة التنبؤات بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، أنه من المرتقب أن يتواصل تساقط الأمطار إلى غاية يومي الأربعاء والخميس القادمين. وأفاد عمبر ابراهيم المكلف بالإعلام على مستوى الديوان أنه يرتقب وصول إضراب جوي غربي اليوم مصحوب بأمطار رعدية ستمس المناطق الشمالية من الوطن. ومن المرتقب أن تتحسن الأجواء تدريجيا ابتداء من يوم الأربعاء عبر المناطق الغربية وابتداء من يوم الخميس على المناطق الشمالية. وكشف ذات المسؤول أن الكمية التي تم تسجيلها خلال الليلة الفارطة بولاية الجزائر لوحدها بلغت حوالي 8 ملم . أودية مركز بن شعبان وحوش بوجار وسيدي عابد فاضت على التجمعات السكنية أزيد من 100 عائلة بالبليدة أجليت من بيوتها بعدما غمرها الماء خلية أزمة شكّلها الوالي محمد أوشان عاش، أمس، سكان مركز بن شعبان والأحواش المجاورة له بولاية البليدة حالة شديدة من الذعر والفزع جراء فيضان وادي بن شعبان، الذي أحدث أضرارا مادية معتبرة بعدما غمرت مياهه أغلب بيوت السكان، وبشكل خاص وأكثر تضررا القاطنين في المناطق المجاورة. وقد تدخلت مصالح الحماية المدنية بالبليدة لإجلاء 20 عائلة متضررة إلى مدرسة ابتدائية، فيما غمرت المياه 70 مسكنا آخر. يذكر أن والي البليدة محمد أوشان تنقل رفقة السلطات المحلية إلى عين المكان للوقوف على ظروف العائلات المنكوبة التي وزعت عليها بطانيات وأغذية ولوازم ضرورية يحتاجونها في هذه الظروف. ونفس الوضعية عاشها سكان الأحواش المجاورة، مثل سكان حوش بوجار، حيث غمرت المياه أغلب مساكنهم الهشة. ومن جهة أخرى، عاش سكان مركز سيدي عابد شمال ولاية البليدة بمحاذاة العاصمة، وببلدية تسالة المرجة، حالة من الذعر بسبب فيضان وادي سيدي عباد، ولحسن الحظ تدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء العديد من العائلات. المواطنون غاضبون من مصالح الحماية المدنية والبلدية مناطق غربي العاصمة تعيش العزلة بفعل الفيضانات عاشت أحياء من بلدية العاشور جنوب غربي العاصمة أجواء جد صعبة، ساد فيها الرعب، جراء حالات الفيضان التي عرفتها المنطقة بفعل التساقط الغزير للأمطار، إلى غاية صباح أمس. وفي زيارة ميدانية للمنطقة، وقفت "الأمة العربية" على كوارث بحي صافي العاشور الذي صار مجرد أثر لتسونامي اجتاح المنطقة في ساعة متأخرة من ليلة أول أمس. وحسب شهود عيان، فإن الماء غمرهم وهم في عز النوم، وأيقظ مضجعهم فيضان الماء في بعض المساكن وامتلأت عن آخرها، مما جعل أغلب سكان هذا الحي منكوبين بالكامل. ورغم سوء الوضعية، لم يكلف عناصر الحماية المدنية أنفسهم عناء مشاركة الأهالي سوء الطقس والتدخل لإنقاذ الناس، لاسيما الأطفال والشيوخ. ولولا تدخل بعض المواطنين ومساعدة بعضهم لبعض، لحدثت الكارثة. والأدهى من ذلك، أن مصالح البلدية لم تتدخل لتسجيل النقائص وتشكيل خلية أزمة لإنقاذ سكان الحي الذين بقوا وإلى غاية مساء اليوم، من دون نوم ولا أكل، بعدما غمرت المياه مساكنهم، وشلت الحياة بالمنطقة. جدير بالذكر، أن المنطقة لم تشهد سقوط ضحايا بشرية، لكن يسجل شلل تام بالمنطقة، جراء الطوفان وحدوث خسائر مادية معتبرة، لاسيما بالنسبة للأفراد.