أكد، أمس، الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن الجزائر أهم حلقة في بناء مشروع المغرب العربي، واصفا دورها ب»المحوري«، وقال في ذات الصدد »نحن نعتبر أن جارتنا الشقيقة الجزائر مهمة جدا لنا ولا نستطيع أن نتصور مستقبلا بدونها«. جاء اعتراف الرئيس التونسي بدور الجزائر الفعال في بناء صرح المغرب العربي على هامش الزيارة التي يقوم بها إلى ليبيا، وهي الزيارة الأولى له منذ اعتلائه سدة الحكم في الجارة تونس، بعد ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث يأتي هذا التصريح الدبلوماسي في سياق إعادة بعث علاقات تونس »الياسمين« مع جيرانها وبالخصوص مع الجزائر. وما يستشف من تصريح منصف المرزوقي أن تونس تتطلع إلى بناء علاقات متينة مع الجزائر، سيما وأن هذه الأخيرة لها من التجربة السياسية والاقتصادية، ما يؤهلها لأن تكون شريكا مهما لتونس، فضلا عن علاقات الجوار والتاريخ المشترك الذي يجمعهما. ووصف المرزوقي زيارته إلى ليبيا بأنها تاريخية باعتبارها أول زيارة يقوم بها رئيس بلد حر إلى بلد حر آخر مجاور له، وقال الرئيس المرزوفي في تصريح خص به »وكالة الأنباء الليبية« عقب وصوله إلى طرابلس في وقت سابق »أرضنا تحررت بفضل دماء الشهداء«. وشدد الرئيس التونسي على أهمية إعادة ضخ الحياة من جديد في المغرب العربي لبناء الوطن المغربي الكبير، وقال »إن عودة الديمقراطية وسيادة الشعوب ستفتح مجالا رحبا جدا لكل الفرص، وهو ما يعني الاندماج والعمل المشترك والذي كانت الدكتاتوريات السابقة تمنعه«، وأضاف »نعتبر أن المغرب العربي مشروع يجب الآن أن يعود إلى الحياة«. وأضاف الرئيس التونسي الجديد »فيما يخص تونس نحن نعتبر أن جارتنا الشقيقة الجزائر مهمة جدا لنا ويعني جارتنا الشقيقة ليبيا أيضا، ولا نستطيع أن نتصور مستقبلا بدونهما، ويجب كذلك أن يكون المغرب وموريتانيا جزءا من هذه المغامرة المشتركة في بناء وطن مغربي كبير«. وكان رئيس الحكومة التونسية وزعيم حركة النهضة راشد الغنوشي خلال زيارته للجزائر نوفمبر الماضي، وهي أول زيارة تونسية رسمية بعد أحداث »ثورة الياسمين« أكد أن »العلاقات الجزائريةالتونسية كانت دائما حسنة وستكون أحسن في عهد ثورة الياسمين«، وقال على هامش الاستقبال الذي خصه به رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة خلالها »نتطلع إلى المستقبل بتفاؤل ونعتبر أن العلاقات بين الجزائروتونس ستكون منطلقا لتجديد الأمل في مستقبل أحسن لمنطقة المغرب العربي ككل«.