أكد رئيس حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، تطلع تونس إلى علاقات متميزة مع الجزائر والعمل سويا من أجل مغرب عربي قوي وفعال، والاستفادة من التجربة الجزائرية في العمل السياسي، مشيرا إلى أن الجزائر كانت أول منفى له بعد ظلم النظام التونسي البائد، وأول بلد يزورها بعد الثورة. وقال الغنوشي، عقب استقباله من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، ثم رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، إنه يتطلع لأن تعرف العلاقات مع الجزائر تطورا بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين بشكل خاص والمنطقة كلها بشكل عام. وأوضح الغنوشي، الذي يقوم حاليا بزيارة للجزائر بدعوة تلقاها من رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أن زيارته للجزائر تأتي أيضا، في هذه المرحلة ''الحساسة والمهمة التي تمر بها تونس، للاستفادة من التجربة الجزائرية التي لها سبق في العمل السياسي الديمقراطي، وتوثيق صلات الأخوة والمودة القائمة بين الشعبين الجزائريوالتونسي''. وأكد الغنوشي أنه استعرض مع زياري العلاقات الجزائريةالتونسية وأفق تطويرها، على ضوء التطورات الأخيرة التي تعرفها المنطقة وخاصة في تونس، وسبل دعم علاقات التعاون بين الجزائروتونس وتطويرها بما يجسد وحدة المغرب العربي. وبشأن الوضع في تونس، أكد الغنوشي، الذي تستعد حركته لقيادة حكومة ائتلاف وطني، أن نتائج المشاورات الخاصة بتشكيل حكومة ائتلاف وطني تجسد قيم الثورة وتحقق أهدافها في العدل والحرية، سيعلن عنها اليوم. وأكد الغنوشي أن حمادي الجبالي، الرجل الثاني في حركة النهضة، سيكون رئيس أول حكومة ائتلاف وطني تنتجها الثورة التونسية. وأبرز أن هذا التحالف الثلاثي مع ''حزب المؤتمر من أجل الجمهورية'' برئاسة الدكتور منصف المرزوقي، و''حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات'' برئاسة مصطفى أبو جعفر ''ليس جديدا، لأن حركة النهضة ناضلت مع هذين الحزبين وأحزاب أخرى ضد الدكتاتورية في تونس، والأقدار شاءت أن نجتمع في الحكومة والمؤسسات المقبلة مع من اجتمعنا معهم في السجون لسنوات، وهذا تتويج للنضالات التي قدمناها جميعا''. وذكر أن ''المجلس التأسيسي، الذي سينعقد بعد يومين في تونس، من شأنه أن يعيد بناء الدولة على أسس صحيحة وديمقراطية تعبر عن إرادة الشعب ليس فيها إقصاء أو تدجيل أو تزييف. وأوضح الغنوشي أن حركة النهضة تؤسس لنظام فريد، يزاوج بين الإسلام والحداثة، ويقبل التيارات جميعها، ويتحاور مع الأطراف كلها: ''نريد صنع نموذج يدرأ عن الإسلام صفة الإرهاب وصفة التعصب والتطرف ومعاداة الديمقراطية وكل ما هو خير، ونزاوج في توليفة جميلة بين الإسلام والحداثة والديمقراطية''. كما التقى الغنوشي بالأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، بعدما كان قد حظي باستقبال من قبل رئيس مجلس الأمة، عبد القادر بن صالح. وأقام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مأدبة عشاء على شرف وفد النهضة الذي يضم أيضا عضوي المكتب التنفيذي للحركة، سمير ديلو والأستاذ وليد البناني.