قال رئيس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية والنائب في البرلمان الفرنسي جون بيار شوفانمون أمس في ندوة صحفية نشطها بقصر الثقافة إمامة بتلمسان على هامش الملتقى الدولي »الأمير عبد القادر رجل عابر للزمن« أنه على الجزائر أن تفتخر كونها أنجبت رجلا مثل الأمير عبد القادر كونه رجلا كاملا، جمع بين الدين والسياسة والتصوف والإستراتيجية العسكرية وهو كنز بالنسبة للجزائر. وأضاف أنه صعب حتى بالنسبة لتاريخ فرنسا أن تجد نموذجا لرجل مثله يضاهي عبقريته وتفتحه على الآخر وعمله على حوار الحضارات والثقافات، كما أن الأمير عبد القادر-يقول شوفانمون- ينتمي بقيمه السمحة للإنسانية جمعاء وليس للجزائر فقط. وأوضح جون بيار شوفنمان أن نابليون الثالث عرف قيمة الرجل وأعطاه حقه حيث عمل على تحسين ظروف إقامته في السجن إلى غاية تحريره ومنحه حريته لأن نابليون الثالث فهم الخطأ الذي ارتكبته فرنسا باحتلالها للجزائر بحكم أنها لم تراع خصوصيات واختلاف الجزائر عن باقي الشعوب العربية ولا يوجد شيء تقوم به فرنسا في الجزائر . وبخصوص مرور 50 عاما على إستقلال الجزائر أضاف أنه يرى الجزائر بعيون متجددة كل مرة، كما أنها عرفت تطورا ملحوظا بسبب المشاريع التي تحققت وعبر عن سعادته بالمناظر الطبيعية الخلابة التي شاهدها وهو يمر عبر الطريق السيار الذي يربط بين وهران وتلمسان وهو مكسب، في حين أشار أن الكمال غير موجود بل لكل التجارب جوانب سلبية وإيجابية ودلك لا يمنع الطموح للأحسن، وأشار جون بيار شوفانمون أن الجزائروفرنسا على مواعيد مفصلية تتمثل في الانتخابات التشريعية في 10 ماي القادم وأيضا الانتخابات الرئاسية الفرنسية في جوان ستكون فرصة لكلا الطرفين لإعادة النظر في العديد من القضايا وبخصوص الاعتراف بالجرائم الفرنسية في الجزائر أشار شوفانمون أنه علينا أن نصل أولا إلى مرحلة لوعي بالأخطاء المرتكبة ثم الانتقال إلى مرحلة العفو، كما يتطلب الموقف إلى وعي مشترك للمرحلة الكولونيالية وهو الخيار الأصعب، مشيرا أن الجالية الجزائرية في فرنسا تتجاوز 2 مليون من الجزائريين، مضيفا أن الجزائر تمتلك طاقات كبيرة وبخصوص الأرشيف قال أن الجزائر تحصلت على الأرشيف الخاص بالمرحلة العثمانية وجزء من الأرشيف العسكري كما أن لا شيء يمنع من تقاسم الأرشيف بين البلدين. وأضاف أنه شخصيا قدم الأرشيف والمكتبة الخاصة بالمستشرق جاك بيرك للحكومة الجزائرية. أما بشأن تهجم وتصريحات وزير الداخلية الفرنسي كلود غيون على الثقافات أوضح جون بيار شوفانمون أنه سلوك سخيف وعبثي لأنه ثمة حضارات وهوية دينية مختلفة أكثر من الثقافات وحقائق إنسانية. وفيما يتعلق بتخميناته حول الفائز بالانتخابات الرئاسية المقبلة بفرنسا في جوان 2012 أوضح شوفنمان أنه يساند مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند الذي يتقاسم معه قناعاته السياسية ويتوقع فوزه أمام ساركوزي وباقي المرشحين.