وصف جون بيار شوفانمان وزير الداخلية الفرنسي السابق تصريحات وزير الخارجية كلود غيون حول تفاوت الحضارات ب ''السخيفة''، مؤكدا وجود ثقافات وهويات. وعن الرئاسيات المقبلة في جوان، أعلن النائب مساندته لفرانسوا هولاند، مؤكدا أنه سيفوز على ساركوزي. لم يجد شوفانمان من تشبيه آخر لتصريحات كلود غيون حول ''تفاوت الحضارات والفوارق الشاسعة بين كل واحدة منها'' سوى ''السخافة والتفاهة''، مستغربا كيف يمكن أن يتواصل الحديث في هذا القرن عن وجود حضارات: ''تصريح سخيف في نظري، اعتقد أن هناك ثقافات أكثر من حضارات، هناك هويات متنوعة غيرها التاريخ''. واغتنم المتحدث، فرصة ملتقى الأمير عبد القادر لتنشيط لقاء صحفي، أمس، قال فيه إنه ''لا بد للجزائر أن تفتخر برجل مثل الأمير عبد القادر، فأرضكم ولدت كنزا صعب أن نجد اليوم نموذج في مثل كماله. نابليون الثالث عرف قيمة الرجل وانصفه، وحرره في نهاية المطاف، وحرص على تحسين ظروف سجنه. نابليون فهم الخطأ الذي اقترفته فرنسا بدخولها الجزائر. هي لم تفهم أن الجزائر مختلفة عن باقي الدول العربية''. في شطر التاريخ قال رئيس الجمعية إن ''مسالة الاعتذار يجب أن تتم من بدء الوعي بالخطأ، المهم أن يكون الواحد منا واع بالذنب المقترف، الضمير هو مفهوم ديني وجمهوري أيضا يمكن أن يقرب بيننا، طالما أننا سنبلغ وعيا موحدا يسمح لنا بتجاوز الفترة الاستعمارية. ولكن -أيضا- بعلاقات تبينها اليوم جالية جزائرية بالملايين تعيش وتنجز بفرنسا.'' وبمناسبة الذكرى الخمسين للاستقلال، قال شوفانمان إن ''الاعتراف بمكانة الجزائر هو أجمل هدية يمكن أن تهديها فرنسا لكم''. وبالنسبة إلى لأرشيف، أوضح شوفانمان أن هناك أرشيفا تركيا أعيد للجزائر، وأنه لا شيء يمنع تقاسم الأرشيف: ''شخصيا سلمت الجزائر كمّا هائلا من أرشيف جاك بيرك الذي تركه لي، كوني كنت صديقا لهذا الباحث المجيد للعربية، لحد الآن لا اعلم مصير هذا الأرشيف وأطلب من الحكومة الجزائرية أن تخبرني أين مآل هذه الثروة التي سلمتها''. سياسيا، عبر المسؤول عن موقفه تجاه رئاسيات جوان القادم، حيث أكد أن الفرنسيين يتوقون إلى التغيير، وأن ذلك سيحدث لا محالة. ولم يخف شوفانمان لونه السياسي، حين قال: ''تربطني علاقة وطيدة مع فرانسوا هولاند منذ سنة تقريبا، اعتقد أنني أفضله عن باقي المترشحين للرئاسيات، وفرنسا بحاجة إلى تغيير، اعتقد أن هولاند سيكون العنصر المناسب لأحداث التغيير الذي ننتظره جميعنا بفرنسا.. فوزه أكيد''. وعن تقييمه لمنجزات جزائر الاستقلال، أشار شوفانمان إلى طريق السيار الرابط وهرانبتلمسان: ''أتابع الجزائر بعيون مجددة، أبحث عن التغيرات الطارئة منذ الاستقلال، وصلت إلى تلمسان عبر طريق السيار شرق- غرب، أعجبني الإنجاز اعتقد أن المنظر يثير التفاؤل والإعجاب، ومع ذلك لا يمكن أن نحكم نهائيا على ما أنجز منذ ,1962 الأمر ليس سهلا، كل تجربة تحتمل الخطأ والصواب، لقد عرفت الجزائر منذ ,63 التقيت بن بلة وبومدين في تلمسان، لم أر بعد كل مدينة تلمسان التي أتصور أنها تحولت إلى مدينة كبيرة، أصلا أنا معجب بمعمارها وهندسة بيوتها. الكمال نسبي في أية جهة من العالم، فقط يجب أن يمتلك البلد إرادة التنمية والتطوير. والإيمان بهما''.