شدد وزير الدفاع والداخلية الفرنسي السابق جون بيار شوفانمون من وهران أن العلاقات الجزائرية- الفرنسية لا مستقبل لها إلا في ظل الاحترام المتبادل، متنبأ لها بالتطور الإيجابي، وقال في هذا الصدد ''أثق في مستقبل العلاقات بين البلدين وسيكون هذا المستقبل أطول من الماضي فأمامنا قرون وسنكون جنبا إلى جنب''، وأعرب وزير الدفاع الذي رفض الانصياع لقرارات الرئيس الفرنسي الراحل ميتران في حرب الخليج الثانية أنه اكتشف شجاعة الشعب الجزائري أثناء قضائه لمدة الخدمة العسكرية في أواخر سنوات الاستعمار، موضحا أنه قد فهم بشاعة الفعل الاستعماري وعدالة القضية الجزائرية. وأكد السيناتور الفرنسي عن دائرة بلفور والذي نزل ضيفا منذ أمس الأول على المركز الثقافي الفرنسي بوهران، حيث تناول في محاضرة بعنوان ''الجمهورية واللائكية والديانات''، أكد على فيها على مكانة الإسلام بفرنسا وضرورة ''التوجه نحو الآخر لفهمه أحسن والإصغاء إليه''. وقد أسهب السياسي الاشتراكي الفرنسي في الرد على أسئلة الحضور والتي تناولت واقع العلاقات الجزائرية- الفرنسية، حيث رجع إلى سنوات الاستعمار الذي أدان عملياته في الجزائر، حيث رجع بالحضور إلى أكثر من 48 سنة مضت وبالضبط في العام ,1962 كشف فيها الرجل أنه قد قضى أشهر منها في مدينة وهران، حيث اكتشف الوجه البشع للاستعمار وعزم الجزائريين على الانعتاق والحرية وبأي ثمن''. وعبر شوفنمان في هذا الصدد أنه أحب الشعب الجزائري وهو شعور قال إنه ''لم يفارقني أبدا''. وحول موضوع المحاضرة التي عنيت بالجمهورية واللائكية والديانات، اعتبر عضو مجلس الشيوخ الفرنسي لمدينة بلفور شوفانمون أن حوار الحضارات والثقافات لا يعني تلبيس هوية بأخرى بل التوجه نحو الآخر. وفي هذا الصدد استند إلى فكر جاك بيرك المفكر من مواليد مدينة فرندة بولاية تيارت، حيث أوضح نفس المتحدث أن ''بيرك قد أبرز في ترجمته الشهيرة للقرآن الكريم أكثر من أربعين مرجعا ودعوة إلى العقل''. وأضاف شوفانمون أن المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي بادر بإنشائه تبين ''ضروريا'' من أجل منح مسلمي فرنسا إطارا تمثيليا على غرار الديانات الكاثوليكية والبروتيستانية واليهودية قائلا في هذا السياق ''كل الديانات لها الحق في الوجود والتعايش''. ويرى المحاضر بالمناسبة أن الإسلام بفرنسا يعرف حاليا ''تطور تهدئة'' بالنظر إلى ''وجود هيئة (المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية) كما أن مسألة بناء أماكن العبادة في طريقها إلى التسوية'' على حد تعبيره. كما تطرق إلى عدد من القضايا التي تصنع الحدث الفرنسي مثل القانون الخاص بالنقاب، مشيرا إلى أن ''الجدل الذي أثارته النقاشات والمصادقة على هذا القانون ناتج عن سوء تفاهم عميق''. وأضاف أنه ''يتعين أن يكون للإسلام مكان على طاولة الجمهورية مثل باقي الديانات''، مبرزا حداثة فكر ابن خلدون والأمير عبد القادر المتشبع بالقيم الإنسانية والعالمية''. كما تم التطرق خلال المناقشة إلى عدة قضايا كتلك التي تخص الوضع في الشرق الأوسط والعراق ونزع الأسلحة وإدماج الجاليات الأجنبية في المجتمع الفرنسي.