فتحت أول أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، ملف قضية تندرج ضمن قضايا المساس بأمن الدولة، حيث تم محاكمة خمسة أشخاص من بينهم راقي بتهمة دعم وإسناد وتمويل جماعة إرهابية مسلّحة تنشط بجبال سعيدة. أدانت محكمة الجنايات الراقي وشخصا آخر بعقوبة 6 سنوات سجنا نافذا بالتهمة المذكورة، وبعقوبة 4 سنوات لشخصين آخرين فيما تمّ تبرئة المتّهم الخامس، وكانت التماسات النيابة العامة ما بين 5 و10 سنوات للجناة. وتعود وقائع القضيّة إلى تاريخ 31 جانفي من سنة 2011، حيث تمّ الوصول إلى هذه المجموعة على إثر عملية تمشيطية مشتركة ما بين مصالح الدرك الوطني ومصالح الجيش الوطني الشعبي، بمنطقة جبلية تتواجد بها جماعات إرهابية بولاية سعيدة تدعى يوب، حيث تمّ القبض على مشتبه فيه وهو شخص يدعى »ر. ع« يمارس نشاط الرقية على مستوى القرية التي يقيم فيها، وبعد التحقيق معه صرّح بأنّه كان قادما من عند مجموعة من الأشخاص لديه علاقة بهم، ليتضّح أنّهم مجموعة إرهابية تنشط بالجبال المذكورة، ووفقا للتحريات فقد تبين أيضا أنّ هذا الشخص متورّط رفقة أربعة آخرين في تمويل الجماعة الإرهابية وتقديم الدعم والمساندة لها وتجنيد الشباب للالتحاق بها، حيث أفادت التحقيقات حسب ما ورد في قرار الإحالة، أنّ الراقي كان يقيم حلقات ذكر في أحد المساجد يدعو فيها الشباب إلى الالتحاق بالجماعات الإرهابية. وأسفرت عملية تفتيش مسكنه على العثور على كتب وأسطوانات ومحاضرات تدعو إلى الجهاد وتتضمن حروب العراق وأفغانستان والشيشان، وتشيد بأعمال إرهابية في الجزائر، وخلال محاكمة المتّهمين أوّل أمس، نفوا أن تكون لهم أيّ علاقة بالجماعة الإرهابية أو تجنيد الشباب لصالحها، مؤكّدين أنّه بحكم العادات والتقاليد بالمنطقة، فإنّهم ينظّمون في كلّ مناسبة ما يعرف ب »الزردة« التي يحضرها سكّان القرية، من دون أن يكون من ورائها تقديم أيّ دعم للجماعة الإرهابية.