تسبّب الزلزال الذي ضرب وهران، الخميس الماضي بقوّة 2.4 درجة على سلّم ريشتر، في إصابة شخص بجروح جرّاء انهيارات كلّية وجزئية وتشقّقات خطيرة على مستوى بنايات قديمة تقيم بها أكثر من 19 عائلة بكلّ من حيّ دلمونت والدرب، ابن سينا وسان بيار، حيث خرجت هذه العائلات إلى الشارع مخافة انهيارات أخرى وسط حالة ذعر رهيبة. ب.فيصل لا تكاد تمرّ أيّ كارثة طبيعية مهما كانت شدّتها، بسلام على العائلات المتشبّثة ببنايات هشّة بوهران، حيث خلّفت الهزّة الأرضية التي ضربت نهاية الأسبوع على بعد 30 كلم بعرض البحر شمال غرب المدينة، إصابة شخص يبلغ 52 سنة بجروح على إثر انهيار مسكن بحيّ سان بيار، تمّ نقله على إثرها على مصلحة الاستعجالات، بينما أصيبت امرأة حامل تقيم بنفس الحيّ بصدمة شديدة عقب الزلزال. كما انهارت غرفة بمسكن بحيّ ابن سينا، بشكل كلّي دون أن تحدث أيّ ضحايا حسب ما أشارت إليه مصالح الحماية المدنية، إضافة إلى ذلك فقد تسبّبت الهزّة الأرضية في إحداث انهيارات جزئية على مستوى بناية جدّ هشّة تتواجد على مستوى 2 شارع سكيكدة بحيّ الدرب، لم يبق منها غير الهيكل الخارجي، حيث تقيم هناك 7 عائلات في وضعية مزرية، يحدق بها الخطر من كلّ جانب. ونظرا لتراكم الصخور والأتربة الناتجة عن الانهيارات فقد تحوّلت غرف هذه العائلات إلى شبه خنادق أو "كازمات"، كدّست بها أثاثها في إحدى الزوايا ومن فوقها أكوام هائلة من الأنقاض، وقد خلّف ذلك حالة من الذعر لدى المقيمين الذين لاذوا بالفرار وخرجوا إلى الشارع تجنّبا لما قد يحدثه أيّ انهيار، خصوصا وأنّ حالة البناية لم تعد تحتمل، وقد تتحوّل في أيّ حين إلى "مقبرة جماعية". الأمر ذاته بالنسبة ل 12 عائلة تقيم في أوضاع لا تقّل سوءا ببناية عتيقة بحيّ دلمونت يفوق عدد أفرادها ال 80، حيث انهارت مؤخّرا غرفة خاصّة بعجوز، كادت أن تلقى حتفها هناك، ولم يبق منها غير الأنقاض والأثاث المردوم تحت الأتربة والصخور، وقد لجأت بعد ذلك للإقامة لدى قريبتها بعين البيضاء حسب ما أشار إليه جيرانها. ويتواجد هؤلاء في أوضاع جدّ متعفّنة خصوصا وأنّ السكن الجماعي يعود إلى العهد الاستعماري، ولم يبق من سقفه القرميدي غير بضع أجزاء تحميهم من الأمطار وعواصف الشتاء وبفعل ذلك لجؤوا إلى استخدام الزنك والبلاستيك للأسطح، بينما تعيث الحيوانات الضارّة فسادا بهذا الحوش، حيث تقاسمهم الأفاعي والجرذان العيش. وقد استغربت العائلات ال 19، لعدم إدراجها ضمن المستفيدين من حصّة 880 سكن التي تمّ توزيعها مؤخّرا، على الرغم من أنّ حالتهم استعجالية ومصائرهم مرتبطة بمدى مقاومة الجدران المهترئة والأسقف البالية لقوّة الهزّات الأرضية التي تكرّرت بشكل لافت للانتباه هذه السنة، حيث تعدّ الهزّة الأخيرة الثالثة من حيث الشدّة بعد زلزالي جانفي وجوان، وما نتج عنهما من خسائر مادّية وبشرية.