أكد عبد العزيز بلخادم الأمين لحزب جبهة التحرير الوطني أن الحزب العتيد سيحتفظ بمكانته كقوة سياسية أولى في تشريعيات ال10 ماي، لأن الأفلان من وجهة نظر أمينه العام »صمام أمان يُلجأ إليه ضد كل مغامرة«، مستبعدا صعود التيار الإسلامي إلى الحكم كما حدث في دول الجوار وأن المراهنين على ذلك »واهمون«. بدا الأمين العام للحزب العتيد أمس الأول في لقائه مع أمناء المحافظات ومتصدري القوائم الانتخابية لتشريعيات ال10 ماي واثقا من قدرة الأفلان على الاحتفاظ بريادته في الساحة السياسية الوطنية، وقال إن الأمر لا يتعلق بتفاؤل مفرط، كما يعتقد البعض، بل هناك عوامل تدفع لهذا الاطمئنان. في مقدمة هذه العوامل، حسب بلخادم، أن الحزب العتيد هو صمام الأمان الذي يلجأ إليه الجزائريون ضد كل مغامرة، ودون الادعاء أنه الأفضل، يضيف المتحدث، إلا أنه ومقارنة بغيره هو محل ثقة الجزائري وهي الثقة التي دعا مرشحي الحزب لأن يكونوا أهلا لها، فضلا عن رصيده من المنجزات التي تدعو للفخر والاعتزاز وخزّانه من الكفاءات والإطارات والتنوع بعيدا عن القولبة ويضاف إليها الخبرة والتجربة التي يمتلكها الحزب في التسيير. وفي إشارة لتصريحات ممثلي التيار الإسلامي وفي مقدّمتهم أبو جرة سلطاني، المراهنين على صعود التيار الإسلامي في التشريعيات اقتداء بما حدث في دول الجوار على غرار تونس والمغرب ومصر، علّق بلخادم »الرياح التي هبّت من هنا ومن هناك جعلت البعض يتوهم أن ما حدث عند الآخرين قد يحدث عندنا ظنا منهم أن الأمور قد تتشابه، كلاّ الأمور لا تتشابه« لأن الأفلان ومثلما يؤكد بلخادم كان حريصا منذ الاستقلال على تبني سياسة اجتماعية جعلت من الجزائريين سواسية في حظوظ التعليم والسكن والعمل. ومن وجهة نظر الأمين العام فإن التغيير الذي تعرضه بعض القوى السياسية بعيد كل البعد عن التغيير الذي يطالب به عامة الناس، التغيير الذي يطالب به المواطن هو تغيير في الوجوه وليس في التوجه وهو التغيير نحو الأفضل وليس المغامرة، مستشهدا بما هو متداول في الثقافة الشعبية الجزائرية التي تكرّس الاطمئنان لما هو معروف وليس للمغامرة »الموالفة ولا التالفة«، مبرزا أن الأفلان حريص على توجهه ووفي لخط نوفمبر 1954 وهو الخط الذي حدّده مؤسسو جبهة التحرير بهدف بناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية. وفي سياق موصول بالمنافسة السياسية، أكدّ بلخادم أن حرص الأفلان على الفكر الجبهوي لا يعني ادعاء احتكار الوطنية، تماما كما الإسلام ليس حكرا على أحزاب التيار الإسلامي ولا الديمقراطية حكر على من يدّعي أنه حزب ديمقراطي، مبرزا أن الأفلان حزب وسطي يجمع كل الفئات وطلائعي في فكره. وجزم بلخادم على أن حملات التشويه والإساءة للحزب العتيد التي يخوضها بعض منافسيه في الساحة السياسية ستكون في مصلحة الحزب ولن تضرّه.