أكد عبد العزيز بلخادم أن حزب جبهة التحرير الوطني مع تجذير الممارسة الديمقراطية لكنه يرفض ممارسة القوائم الحرة للعمل البرلماني دون حساب، وشدد بلخادم على أن العمل السياسي »ليس لعبة« ويحتاج إلى مصداقية وكفاءة لتسيير مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن أغلب التشكيلات السياسية تفتقر للبرامج الكفيلة بحل مشاكل المواطنين وتكتفي في خطاباتها بتقديم وعود هلامية. أوضح الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خلال اللقاء التحسيسي الذي أشرف عليه أمس بقاعة المتعددة الرياضات بولاية المسيلة في إطار الحملة الانتخابية التي يخوضها الحزب تحسبا لتشريعيات العاشر ماي، أن الرقم القياسي الذي حققته ولاية المسيلة والمتعلق بعدد قوائم المترشحين الذي بلغ 56 قائمة يتطلب الوقوف عند هذه النقطة، متسائلا ما إذا كان هذا الكم من القوائم هو تجذير للممارسة الديمقراطية؟، مضيفا »هل بالفعل يوجد ¬56 برنامج يهتم بانشغالات المواطنين؟. وفي هذا السياق، قال بلخادم بأن الأفلان مع تجذير الممارسة الديمقراطية لكن يجب محاسبة القوائم الحرة بعد انتهاء عهدتها البرلمانية، مشيرا إلى موريتانيا التي منعت الترشح في قوائم حرة مشترطة بذلك التقدم للانتخابات في إطار حزبي الذي يمكن محاسبته عن أداءه، مشددا على أن العمل السياسي »ليس لعبا« وأن تأثيث مؤسسات الدولة تحتاج إلى مصداقية وكفاءة وأشخاص قادرون على التسيير، مضيفا بأن الأحزاب خزان للأفكار والإطارات والبرامج البديلة وهنا يمكن التنافس والاحتكام للشعب. واعتبر بلخادم أغلب الأحزاب عبارة عن قوائم وأرقام وعناوين لكن ليست لديها برامج، واستطرد قائلا »لا توجد برامج بل هناك وعود هلامية«، حيث تساءل بلخادم عن الوعود التي يقدمها مسؤولو بعض الأحزاب بخصوص القضاء على البطالة وحتى على »الفقر«، مؤكدا أن هؤلاء يقدمون وعودا غير قادرين على تحقيقها وأن »الكذب خيطه قصير«. وأوصى بلخادم مترشحي الحزب بالمسيلة بأن يكونوا صادقين في وعودهم ولا يعدون إلا بما يمكن أن يتحقق، مشيرا إلى أن برنامج الأفلان واعد ويجب أن تبقى وفية لعهد الشهداء، حيث ذكر بأنه عند تأسيس جبهة التحرير الوطني في 1954 لم يكن الهدف من وراء ذلك الوصول إلى البرلمان أو الحكم وأن قيام الجبهة كان على أساس تحرير الجزائر ومواصلة مسار الإعمار وبناء دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية، مضيفا بأن حزب جبهة التحرير الوطني بقي حريصا على توفير نفس الفرص لأبناء الشعب الجزائري. وبخصوص المنافسة بين حزب جبهة التحرير الوطني وبقية التشكيلات السياسية، اكد بلخادم أن الأفلان يدخل المنافسة ببرنامج واعد ورصيد من الإنجازات وتجربة في التسيير وكفاءة إطاراته، مشيرا إلى أن تسيير الدولة يتطلب ثقافة دولة، واستطرد قائلا إن تسيير أمور الدولة لن يكون بالكذب أو بالوعود الكاذبة ، داعيا المواطنين إلى اختيار الأكفأ والقادر على تولي المسؤولية. ودعا بلخادم المواطنين إلى تقدير الوضع الذي تمر به البلاد، مستشهدا بما يحدث في تونس، ليبيا، مصر وسوريا، مشددا على »أن الناس يظنون أن الجزائر في مأمن« وأضاف »لازال خصوم الجزائر يتربصون بها وينتظرون تعثرها«، مطالبا المواطنين بضرورة تفويت الفرصة عليهم من خلال الذهاب بقوة يوم 10 ماي إلى صناديق الاقتراع والتأكيد على أن الجزائر جادة في المضي قدما نحو تعزيز الممارسة الديمقراطية وذلك باختيار الأكفأ للوصول إلى البرلمان الذي يتوكل إليه مهمة تعديل الدستور الذي أقره رئيس الجمهورية من خلال الاعتماد على التجربة والحفاظ على الأمن والاستقرار ووحدة التراب والشعب. كما ذكر بلخادم بأن الشعب الجزائري لا يريد العودة إلى المربع الأول، وأن الأفلان يسعى إلى تحقيق طموحات الشعب الذي يدرك جيدا أن حزب جبهة التحرير الوطني هو صمام الأمان والعمود الفقري لسياسة البلد، مضيفا بأن الحزب العتيد لديه مشروع مجتمع وليس شراء الذمم كبعض الأحزاب، داعيا إلى التصويت على قوائم الأفلان الذي قال بشأنه »إنه خيمة كبيرة«، حيث طالب العنصر النسوي إلى التجنيد والحرص على الذهاب بقوة يوم 10 ماي إلى صناديق الاقتراع.