فشلت الأحزاب الجديدة في استقطاب أصوات الناخبين، فعلى عكس توقعات المحللين التي تحدثت عن حظوظ هذه التشكيلات في استقطاب أصوات جماهير بقيت مصنفة في خانة»أغلبية صامتة«، جاءت نتائجهم الهزيلة جدا لتعكس افتقادها لامتداد شعبي ومقومات أحزاب قادرة على إقناع الناخب الذي نجح في الفرز بين الغث والسمين والفرز بين المترشح الكفء والمتسلق. أثبتت نتائج الانتخابات التشريعية »المميزة« والنتائج الهزيلة التي حصلت عليها أغلبية الأحزاب الجديدة المعتمدة قبيل الانتخابات، مدى افتقار هذه التشكيلات إلى امتداد شعبي على غرار التشكيلات السياسية القديمة التي قدمت على مدار أسابيع الحملة الانتخابية برامج انتخابية مبنية على أرقام ودراسات واقعية، على عكس الأحزاب الجديدة التي حكمت على نفسها بالفشل مسبقا وضنت أن المواطن البسيط وسط هذا الكم الهائل من الأحزاب السياسية والقوائم الحرة التي تنافست على مقاعد البرلمان المقبل لا يملك القدرة على التميز التشكيلات الجادة من تلك »مهرولة« نحو امتيازات قبة البرلمان. لقد كشفت الحملة الانتخابية عن أحزاب ليس لها ما تقدمه كبدائل للمواطن، ولم تجتهد في صياغة برامج انتخابية تليق بمقام أحزاب تسعى كي تكون صوت الشعب وقوة تشريعية، وفيما تحدثت بعض التحاليل على مدار الحملة الانتخابية عن حظوظ هذه التشكيلات الحديثة في استقطاب ما يعرف بأصوات »الأغلبية الصامتة« والدور الذي ستلعبه هذه الأحزاب في تجنيد الجماهير وقدرتها على »تحقيق نجاحات بعد حوالي ثلاثة أشهر فقط من اعتمادها، كل هذه التحاليل والقراءات كانت قائمة من منطلقات أحزاب حقيقية تختزن برامج وأسماء لها رصيدها في الشارع الجزائري، لكن الحملة الانتخابية أسقطت كل الأقنعة وعرت حقيقة هذه التشكيلات التي لم تتجوز على مدار أسابيع الحملة الانتخابية الثالثة عتبة الوعود الهلامية التي سوقت لها خطاباتها الجوفاء. لم تستقطب قوائم مترشحي الأحزاب الجديد فضول الناخبين الذين تابعو خلال الحملة خطاباتهم»المونولوجية« التي جعلت وقودها انتقاد الانجازات المحققة منذ الاستقلال والعزف على وتر الدعوة إلى التغيير التي لم يتفاعل معها الجزائريون الواعون بحجم الرهان وهو ما ترجمته الأرقام التي كشفت أن المواطن وعلى الرغم من تنوع العروض المقدمة من طرف 44 حزبا شارك في التشريعيات، بالإضافة إلى العديد من القوائم الحرة، يملك الوعي الكافي للتفريق بين الممارسين السياسيين الحقيقيين ول»المهرولين«نحو مناصب المسؤولية والمزايا التي تحملها.