واصل المرشح الديمقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين انتصاراتهما على منافسيهما في الانتخابات التمهيدية لحزبيهما، حيث جاءت حصيلة الأصوات النهائية في ولاية هاواي لصالح أوباما مقابل منافسته هيلاري كلينتون، فيما فاز ماكين بالانتخابات التمهيدية بواشنطن أمام منافسه مايك هاكابي. وبحسم المعركة الانتخابية في هاواي يكون أوباما قد حقق الفوز العاشر على كلينتون منذ الخامس من فيفري الجاري، وذلك بعد ساعات من إعلان فوز كل من أوباما وماكين بثقة حزبيهما بالانتخابات التي جرت في ولاية ويسكنسن. وبعد فوزه في ويسكنسن خاطب أوباما –الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أمريكي أسود- أنصاره قائلا "التغيير الذي نريده أمامه شهور، وأميال ونحتاج أهل تكساس الطيبين لمساعدتنا على الوصول إلى هناك". واعتبر فوز سيناتور إيلينوي في ويسكنسن ذا معنى خاص، لأنه جاء من ولاية بها عدد كبير من العمال، وهم من قطاعات الناخبين المؤيدين لكلينتون، كما أنها تتماثل في تركيبتها السكانية مع ولاية أوهايو التي يجري فيها السباق الديمقراطي القادم. وعمدت كلينتون سناتورة نيويورك خلال حديثها لحشد من مؤيديها في أوهايو، إلى تجاهل فشلها في ويسكنسن، واكتفت بمهاجمة منافسها المفوه قائلة "لا نستطيع الاكتفاء بالخطب، نحتاج حلولا، أبلغ الكلمات لا تكفي إلا إذا واكبتها أفعال". ووفقا للخبراء فإنه يتحتم على كلينتون الفوز بالانتخابات التي ستجري في الرابع من الشهر المقبل، في ولايتي أوهايو (شمال) وتكساس (جنوب)، إذا أرادت الحفاظ على فرصها في نيل ترشيح الديمقراطيين للسباق للبيت الأبيض. أما ماكين فتحدث إلى أنصاره في ويسكنسن قائلا "شكرا ويسكنسن على وصولنا إلى نقطة يمكن فيها لطيار بحري متطير أن يزعم بثقة وتواضع أنني سأصبح مرشح حزبنا للرئاسة". وحرص على توجيه ضربة مبكرة لأوباما، مستبقا الوصول إلى المرحلة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، التي يقتصر السباق فيها على مرشح للحزب الجمهوري، وآخر للديمقراطي، وقال "هل نغامر بمجيء زعامة مرتبكة لمرشح لا خبرة له، سأقاتل في كل لحظة من كل يوم في هذه الحملة لأضمن ألا يخدع الأمريكيون بدعوة مفوهة لكنها فارغة للتغيير لا تعد بشيء أكثر من أخذ عطلة من التاريخ". ولم يتأخر أوباما بالرد على مكين، واصفا إياه بالمؤيد للسياسات الاقتصادية للرئيس الأمريكي جورج بوش، وبتأييد وجود عسكري أمريكي طويل في العراق، وقال "إنه يمثل سياسات الأمس ونحن نريد أن نكون حزب الغد". في هذه الأثناء يثور جدل حاد في أوساط الحزب الديمقراطي حول دور من يُسمون "كبار المندوبين". فعلى الرغم من تفوق أوباما على كلينتون في أصوات الولايات التي فاز بها كل منهما حتى الآن، فإن لدى فريق أوباما مخاوف من أن تتمكن كلينتون من الفوز في نهاية المطاف معتمدة في ذلك على أصوات كبار المندوبين الذين يختارهم الحزب.