التزم وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات، أمس بتيزي وزو، بمراجعة عمل العيادات الخاصة بشكل يدفعها إلى إيلاء الاهتمام بالخدمات الصحية بدل التركيز على رفع قيمة أرباحها، حيث انتقد دور عدد منها في هذا المجال، كما هدّد بركات بتطبيق القانون في حق كل من لا يحترمه في إشارة منه إلى هذه العيادات. ع.ط أكد وزير الصحة عزم السلطات العمومية إيلاء أهمية أكبر من الآن فصاعدا لخدمات العيادات الخاصة، وشدد بركات في إطار زيارة عمل إلى الولاية لدى سماع إلى تقرير لمديرية الصحة والسكان يفيد أن "معظم العيادات الخاصة الناشطة بالولاية في إطار إصلاح المستشفيات وعددها 9 منصبة اهتماماتها في النشاطات المدرة للأرباح على غرار أمراض النساء والتوليد و لجراحة العامة"، على ضرورة إضفاء أخلاقيات أكثر على الأداء الطبي على مستوى هذه الهياكل. ودعا الوزير هذه العيادات الخاصة إلى التزود بأطباء خاصين بها عوض الاكتفاء بتوقيع اتفاقيات مع المستشفيات العمومية من أجل الاستفادة من خدمات أطبائها المختصين، مبديا ارتياحه من الإسهام الذي تقدمه هذه الهياكل لقطاع الصحة بالولاية"، وأضاف سعيد بركات في حديثه في نفس الموضوع أنه "لا مانع من الاغتناء ولكن شرط احترام العلم"، مشيرا إلى أنه سيتم " تطبيق القانون بكل حذافره". وبالمركز الاستشفائي الجامعي لمدينة تيزي وزو زار بركات قسم الاستعجالات حيث لاحظ الاكتظاظ الكبير على مستواه ما أدى به إلى إعطاء تعليمات "لإنشاء مركز لفرز المرضى واعتماد مخطط للنقل التدريجي لهؤلاء وفقا لدرجة خطورة إصابتهم ليتم في الأخير الإبقاء على الحالات الاستعجالية القصوى بالمستشفى فيما يتم ترحيل الحالات الأخرى الأقل خطورة إلى قاعة العلاج أو العيادة المتعدد الخدمات" حسب ما أكده وزير الصحة بعين المكان، وقد أفاد المدير العام لهذا المركز الاستشفائي أن 93 بالمائة من الحالات الاستعجالية التي يتم استقبالها على مستوى المركز يمكن التكفل بها بالمرافق الصحية الجوارية ولا تستحق حقا صفة الاستعجالية. كما لاحظ وزير الصحة لدى تنقله عبر مختلف مصالح المستشفى "عدم حيازة معظم المستخدمين به على بطاقات للتعريف بهم، وهو ما دفعه إلى توجيه تعليمات في هذه النقطة بالذات يشدد فيها على ضرورة "تجهيز كل المستخدمين ببطاقة تحمل صورة الموظف ورقم تعريفه من أجل إضفاء مسؤولية أكثر على عمله على مستوى هذا الهيكل الصحي، وليعرف الزوار والمرضى من هو المستخدم". وسجل بركات وقفة مطولة بقسم قبول المرضى حيث عاين شروط تطبيق النظام التعاقدي المدرج ضمن منظومة إصلاح المستشفيات المنتظر بدء تنفيذه بداية من السنة المقبلة حسب المدير العام لمستشفى تيزي وزو، أما بالمدينة الجديدة لتيزي وزو فقد عاين الوزير المشروع الجديد لإنجاز عيادة متعددة الخدمات، حيث شدد على" ضرورة احترام آجال تسليم هذا الهيكل المحددة في شهر أكتوبر المقبل". وسيساهم افتتاح هذا الهيكل الصحي الجديد بصفة محسوسة في رفع الضغط عن العيادتين المتعددة الخدمات التي تعدها مدينة تيزي وزو لتلبية حاجيات أكثر من 130 ألف نسمة القاطنة بها، وكان الوزير قد انتقل قبل ذلك إلى الهيكل الاستشفائي المختص في الأمراض العقلية وهو ذو طابع جهوي ويعد 330 سرير، حيث دعا بركات القائمين على هذا المركز إلى الاهتمام أكثر بشروط الاستقبال وإقامة المرضى على مستواه عبر أنسنة أكثر للخدمات ووضع حد للممارسات التي تعود إلى القرون الوسطى مثل وضع القضبان الحديدية.