تحوّلت أمس، عملية إخلاء بناية على مستوى حيّ الكميل الشعبي بوهران، إلى اشتباكات مع مصالح الأمن التي لجأت إلى استعمال القوّة لطرد هذه العائلات، حيث ظلّت الأجواء ملّغمة منذ الساعات الأولى للصباح، وقد تمّ رشق رجال الأمن بالأثاث وسط صراخ وعويل للنساء. ب.فيصل تواصل مسلسل إخلاء السكنات الهشّة والآيلة للسقوط وطرد العائلات المقيمة بها، لليوم الرابع على التوالي في إطار الحملة التي باشرتها مصالح البلدية ومصالح ديوان الترقية والتسيير العقّاري لاسترجاع هذه البنايات ضمن ممتلكات الدولة، حيث أحاطت مصالح الأمن منذ الصباح الباكر بشاحنات البلدية التي تمّ جلبها خصّيصا لنقل أثاث 6 عائلات تقيم ب 56 شارع بن دحمان سعادة بحيّ الكميل. وتعتبر البناية حسب مصادر من القطاع الحضري البدر، مصنّفة في الدرجة الأولى من حيث خطر الانهيار، وتهدّد حياة المقيمين بها بعدما إهترأت جدرانها وأسقفها وتحوّلت إلى مشروع "مقبرة جماعية"، حيث كانت تقيم بها 17 عائلة، استفادت كلّها من سكنات اجتماعية بحيّ النور في حصّة 820 سكن التي تمّ توزيعها مؤخّرا لصالح منكوبي الزلزال والبنايات المنهارة، وذلك بناء على تقارير لجان المعاينة والإحصاء. ورغم ذلك فإن العائلات تمسّكت بالبناية ورفضت إخلائها، حيث أشارت مصادر مطّلعة أنّها لا تملك أيّ حقّ في المكوث بها، كونها تدخل ضمن العائلات المستفيدة، وقد لجأت إلى التحايل بغرض الحصول على سكنات أخرى لأبنائها، ويخصّ الأمر على سبيل المثال عجوزا يفوق عمرها الستّين عاما، حصل ابنها على سكن من 4 غرف بحيّ النور، إلاّ أنّه رفض أن تعيش معه بنفس الشقّة وبقيت بالبناية القديمة طمعا في الحصول على سكن آخر. بينما ذكرت مصادرنا أنّها تملك فيلا بحيّ اللوز، كما أنّ عائلة أخرى رحلت إلى السكن الجديد وتركت ابنها الذي تزوّج مؤخّرا ليستفيد من سكن آخر، وهو ما تمّ اعتباره تحايلا على السلطات، فيما أكّدت العائلات الستّة المعنية بالطرد، أنّها لا تملك مكانا آخر تأوي إليه وأنّ مصيرها سيكون الشارع، وتمسّكت على هذا الأساس بغرفها إلى درجة أن تطوّرت الأمور وتحوّلت إلى اشتباكات مع مصالح الأمن التي عزّزت من قوّاتها تحسّبا لأيّ تطوّرات أخرى خطيرة. وفي ذات السياق قامت مجموعة من النسوة بضرب أنفسهنّ أثناء محاولة إخراجهنّ كما تعالت أصوات الصراخ والعويل، وقمن برشق عناصر الأمن بالأثاث، وتبعا لذلك تمّ الاستعانة بقوّات إضافية طوّقت المكان، حيث سرعان ما تمّ التحكّم في الوضع، وتهدئة الأمور، بينما نقل أثاث العائلات على المحشر، في انتظار أن تجد مكانا تنقله إليه. للإشارة فإنّ العملية لا تزال متواصلة بعدما شملت هذا الأسبوع أحياء سيدي الهواري، البركي وحيّ أسامة، هذا الأخير الذي هدّدت عائلات تقيم فيه بالانتحار وتفجير قارورة غاز، بينما أشارت مصادر عليمة أنّ العملية ستتواصل هذا الأسبوع إلى غاية الأسبوع المقبل لتشمل أحياء مهترئة مثل الحمري، سانتوجان، سان بيار وغيرها، ويتعلّق الأمر بأكثر من 100 بناية منها ماهو تابع لمصالح "أوبيجي" ومنها ما هو تابع للخواص، حيث ستنزل لجنة معاينة إلى الميدان لإجراء بطاقات تقنية حول وضعية البنايات المخلاة لترميمها أو هدمها.