خلّفت المشادّاة والاشتباكات ما بين سكّان حيّ "بلانتير" ومصالح الأمن خلال اليومين الفارطين احتجاجا على عملية الترحيل، إصابة 7 من رجال الشرطة على الأقّل ومواطنين اثنين بجروح خطيرة، حسب حصيلة أوليّة، فيما لا تزال التعزيزات الأمنية متواصلة إلى جانب 4 كتائب خصّصتها مصالح الدرك لضمان سير العملية، بينما كشفت التحقيقات عدّة تجاوزات وتحايلات من قبل لجان الإحصاء والسكّان. تواصلت عملية ترحيل سكّان حيّ "بلانتير" الفوضوي وسكّان البنايات المنهارة ومنكوبي الزلزال الذي ضرب الولاية في شهري جانفي وجوان الماضيين، وسط أجواء مشحونة للغاية، وأوضاع ملّغمة انفجرت في الأيّام الأخيرة من بداية العملية. وقد أصيب أكثر من 7 شرطيين كانوا متواجدين بالحيّ للإشراف على عملية الترحيل التي باشرتها مصالح البلدية وخصّصت لها 150 شاحنة، وحفظ الأمن، إضافة إلى مواطنين اثنين جرّاء اندلاع أحداث شغب خطيرة على مستوى منطقتي "راس العين" و"لاغلاسيور"، إذ رشق رجال الأمن بالحجارة وقوبلوا بإضرام النيران، رافضين إخلاء سكناتهم المعنية بالهدم، ومهدّدين ذات الوقت بتفجير قارورات الغاز. واضطرت مصالح الأمن إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المتظاهرين، وتمّ عقب ذلك نقل المصابين بجروح متفاوتة الخطورة على مصلحة الإستعجالات، حيث تلّقوا الإسعافات الأوليّة، فيما عبّرت عائلات أخرى عن سخطها بعدما تمّ ترحيل العشرات بجوارها على مستوى أحياء الحمري، سانتا طوان وسيدي الهواري، على الرغم من أنّهم يعانون من نفس الوضعية، وتتعلّق العملية إجمالا بحوالي 1500 سكن بحيّ الياسمين والنور. وقد أشارت مصادر عليمة إلى أنّ الطعون في تهاطل مستمرّ على اللّجنة المكلّفة في أقّل من أسبوع، بينما كشفت شكاوى المواطنين التي اضطرت السلطات إلى فتح تحقيقات على مستوى الأحياء المستفيدة، إلى وجود العديد من الخروقات واستعمال أساليب التحايل والتزوير بالتورّط ما بين المستفيدين الانتهازيين وأعضاء من لجان الإحصاء، مثلما حدث ذلك بحيّ الحمري، حيث استفادت 5 عائلات بشهادات إقامة مزوّرة على أنّها تقيم بحوش مهجور حسب ما أشارت إليه مصادر مطّلعة، بينما تمّ التضخيم في عدد المستفيدين بالحوش الواحد مثلما حدث بحيّ الكميل. يحدث ذلك إلى جانب العائلات المقصيّة التي تبيّن أنّها محتالة أو من الوافدين الجدد والتي قدّر عددها ب 218 عائلة.