يشارك فيلم "إيروان " للمخرج الكبير إبراهيم تساكي وهو أول فيلم باللهجة التارقية المنتج ضمن برنامج السينما لتظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية 2007 الجزائر في فعاليات المسابقة الرسمية للدورة ال 24 لمهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي التي تقام في الفترة من 26 إلى 30 أوت الجاري ،وقد أعلنت اللجنة المنظمة أن 11 دولة متوسطية تتنافس في المسابقة الرسمية. وهيبة منداس وأوضحت إيريس نظمي رئيس المهرجان إن قلة عدد الدول المشاركة في المسابقة الرسمية سببه اقتصار المشاركة على بلدان البحر المتوسط مؤكدة أن من بين المشاركين 4 دول عربية هي مصر والمغرب ولبنان والجزائر بينما تشارك تونس وسوريا والعراق خارج المسابقة. فرنسا ستكون حاضرة من خلال فيلم "ممثلات" للمخرجة والممثلة فاليريا برونى تادسكي وهي شقيقة كارلا بروني قرينة الرئيس الفرنسي ساركوزى ونالت جائزة الإخراج في مهرجان مراكش السينمائى ونال الفيلم جائزة التحكيم في مهرجان كان السينمائى الدولي وجائزة سيزار لأحسن ممثلة دور ثان. وتشارك اليونان بفيلم "تصحيح" الحاصل على جائزة أفضل سيناريو بمهرجان برلين, ويعرض لبنان فيلم "خلص" الحاصل على جائزتي أفضل سيناريو وأفضل مونتاج من مهرجان دبي 2007 للمخرج برهان علوية. ويشارك المغرب بفيلم "سميرة في الضيعة" إخراج لطيف لحلو وبطولة سناء مزيان ونال الجائزة الدولية للنقاد وجائزة أفضل سيناريو في مهرجان مونتريال السينمائي, وتشارك ألبانيا بفيلم "الأسرار" إخراج سبارتاك بيكاني وهو إنتاج مشترك مع ألمانيا, وتعرض إسبانيا فيلم "أعز ما عندي" الحاصل على جائزة أفضل ممثلة لبطلته ماريان ألفاريز في مهرجان لوكارنو. وتشارك ايطاليا بفيلم "في الممنوع" إخراج فولفيو برنسكوني كما تشارك سلوفينيا بفيلم "أنا من تيتو فاليس" وهو إنتاج مشترك مع مقدونيا. أما مصر التى يحق لها المشاركة بأكثر من فيلم باعتبارها الدولة المضيفة فتقدم لها حتى الآن فيلم واحد هو "قبلات مسروقة" للمخرج خالد الحجر سيناريو وحوار أحمد صالح وبطولة يسرا اللوزي وأحمد عزمي وباسم سمرة وراندا البحيري ومحمد كريم ودرة ونرمين ماهر. وقال ممدوح الليثي رئيس الجمعية المصرية لكتاب ونقاد السينما المنظمة للمهرجان إنه ستقام ليلة للسينما السورية في أول أيام المهرجان عقب مراسم الافتتاح بمناسبة اختيار سوريا كضيف شرف المهرجان بينما يقام في اليوم التالي ليلة للسينما المغربية التي يحتفل المهرجان بيوبيلها الذهبي. بعد غياب 20 سنة أعاد فيلم «إيروان» المخرج إبراهيم تساكي صاحب فيلم «أولاد الرياح» إلى المشهد السينمائي حيث أعطى روحا فنية عالية في فيلم «ايروان» الذي كان تعبيرا لصورة فنية ناجحة من حيث التزاوج البصري بين الفكرة والصورة بالإضافة إلى التقنيات التي أظهرت المستوى الفني، قوة النص وأبعاده الثقافية والجمالية التي تعكس مختلف المراحل التاريخية الإنسانية التي تكسر حواجز التميز بين الشمال والجنوب من خلال قصة إنسانية متداخلة بين الحب والحنين والتمزق الحاصل في مجتمعات العالم الثالث. على مدار ال 80 دقيقة يروي «إيروان» هي قصة عاطفية درامية جمعت بين أمياس الرجل التارقي الذي ينتمي إلى الصحراء وكلود أين التقيا في قلب صحراء "جانت" ،الفتاة التي فتحت عينيها على أرض أروبا على رمال الصحراء وأعطتهما بداية للإبحار في عالم المتناقضات. ولكن الفيلم يكشف جانبا أو قصة حب قديمة كانت تربط الفتاة مينة من المنطقة وأمياس حيث شاء القدر أن يفرق بينهما ويتحول زواجهما إلى مجرد سراب كون مينة أخته من الرضاعة، "أمياس" كان لازال يحب "مينة" فتاة من نفس صحرائه ، ولكن لا يستطيع أن يتزوجها لأنها أخته من الرضاعة لذا وجب عليه الرحيل، فهاجر إلى أوربا والتحق ب" كلود" لكنه بقي متعلقا بحبه المستحيل . ونفس الحال كانت عليه "مينة"التي تزوجت برجل طاعن في السن لكن قلبها مع "أمياس" الذي يعود للصحراء على اثر سماع نبا وفاة "يوسف" شقيق" مينة" على اثر شربه الماء من الجبل الملعون ، ليشرب" أمياس" بدوره من نفس النبع ويفارق الحياة بين أحضان الأجنبية" كلود". وهنا المخرج إبراهيم تساكي يطرح أهم الضوابط التي تتحكم في المجتمعات العربية الإسلامية التي لا يمكن أن يتنصل منها رغم الانفتاح والتطور الذي أنجرت عنه مشاكل اقتصادية واجتماعية أثرت على الجانب الإنساني، فيضطر أمياس للرحيل إلى أوروبا ليلتحق بكلود التي بقي والدها في الصحراء بحثا عن الماء، ليوقع عقده مع إبليس فيموت أثناءها بمرض غامض ثم تصاب به كلود لتلتحق بوالدها... القصة مزجها المخرج بدلالات فنية كان لها أثر في تناسق الفيلم الذي اعتبر نموذجا للسينما الجزائريةالجديدة التي تعود من عمق الصحراء