استحسن زوار حديقة الأحلام الكائنة بقصر المعارض قرار إدارة هذه الأخيرة القاضي بفتحها خلال سهرات رمضان مباشرة بعد الإفطار وإلى غاية الساعة الواحدة ليلا، الأمر الذي أثلج صدر الأسر الجزائرية الباحثة عن أماكن نظيفة لقضاء فترات مريحة بعيدا عن مناظر الخزي والعار التي تعودوا على مشاهدتها في العديد من الحدائق والغابات. حسناء.ب تعرف حديقة الأحلام توافدا منقطع النظير للعائلات الجزائرية، إذ تجاوز سكان العاصمة إلى القاطنين بالولايات المجاورة كالبليدة، أرجع بعض من تحدثوا إلينا السبب إلى حالة الأمن التي تعرفها الحديقة، ناهيك عن رفضها وبصرامة لأي تصرفات مشينة ، حيث أخبرتنا سيدة كانت تجلس برفقة عائلتها بداخل خيمة منصبة بمحاذاة الألعاب أن عون أمن نادى زوجها الذي كان يمسك بيدها أثناء تجولهما بالحديقة، وأخبره أن وضع اليد في اليد مرفوض داخل الحديقة بين الجنسين، وإن تعلق الأمر بالزوج وزوجته، وذلك احتراما للعائلات بعين المكان، وهو التصرف الذي استحسنته العائلة ورحبت به بقية الأسر التي أكدت لنا أنها وجدت في الحديقة المتعة والنظافة بعيدا عن مناظر الخزي والعار التي لطالما صادفتهم في العديد من الحدائق ودفعتهم على مقاطعتها إلى أن وجدت في حديقة الأحلام بديلا نظيفا يسمح للأسرة بزيارتها والجلوس بداخلها مجتمعة إلى ساعات متأخرة من الليل . لا شيء غير المتعة والراحة تجدها العائلات بذات الحديقة التي كانت مكتظة عن آخرها، حيث توزع الباحثون عن الترويح عن الأنفس كالفطريات بين جنباتها، ولا فرق في اللعب بين صغار السن والكبار، ففيما اختار الأطفال اللعب المخصصة لفئتهم ك "الفناجين" الدائرة وغيرها توجه الكبار إلى "لعبة الثمانية الكبيرة" ، الأرجوحة، بينما قل عددهم يوم زيارتنا للحديقة من أمام لعبة القوارب المائية التي نصبت مؤخرا والسبب حسب البعض يرجع إلى أن اللعبة تقتضي المغامرة ، ذاك أن ممتطيها يخرج منها بثياب مبللة عن آخرها وهو ما حدث لنا بدورنا من الرأس إلى أخمص القدمين. هذا ومن العائلات من فضلت زيارة الحديقة فقط للجلوس تحت الخيمة المنصبة بها والتي خلقت جوا شاعريا يطير بك إلى أحد المناطق الصحراوية، لتتلمس كرم أبنائها وأنت ترتشف الشاي من إبريق وكأس مليء بورق النعناع الأخضر، وحبات ال " الكاوكاو" ، ومنهم من فضلوا الجلوس في المطاعم الموزعة هنا وهناك، لتناول كل ما لد وطاب.. العائلات الجزائرية استحسنت توفر الحديقة على العديد من المرافق منها المصلى وكدا مبادرة فتح أبواب الحديقة خلال شهر رمضان مباشرة بعد الإفطار وإلى غاية الساعة الواحدة ليلا، نظرا لما وجدوا بداخلها من المتعة ونظافة المكان الذي وجدوا فيه كل ما يحفظ كرامة عائلات جزائرية لا تستهويها مناظر الخزي والعار.