اتهمت إسلام آباد حركة طالبان باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية الانتحارية بالسيارة المفخخة التي استهدفت أول أمس السبت فندق ماريوت في العاصمة الباكستانية وتسببت في مقتل نحو ستين شخصا. وقال المسؤول في وزارة الداخلية رحمن مالك في مؤتمر صحفي "إن المسؤولين عن الاعتداءات في باكستان يأتون جميعهم من المناطق القبلية" في شمال غرب باكستان المتاخمة لأفغانستان حيث يلجأ المقاتلون الإسلاميون المقربون من القاعدة وطالبان. وأضاف أن "كل الخيوط تدل على المنطقة القبلية في باكستان". ومن جهة أخرى كشف شريط فيديو عرض أمس أن الانتحاري الذي نفذ العملية صدم أولا شاحنة كبيرة بالحاجز الأمني وفجر نفسه في مقصورة القيادة فيها، ثم انفجرت الشحنة التي كانت تحمل ستمائة كلغ من المتفجرات بعد دقائق. وكشف رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أن منفذ الهجوم هاجم الفندق فقط بعد أن منعته إجراءات الأمن المشددة من الوصول إلى مبنى البرلمان أو مكتب رئيس الوزراء حيث كان يتواجد الرئيس الباكستاني وكبار الشخصيات لتناول طعام الإفطار. وقال جيلاني "كان الغرض زعزعة الديمقراطية، إنهم يريدون تدميرنا اقتصاديا". وأكد جيلاني أن السفير التشيكي لدى باكستان إيفو غاريك قتل في الهجوم الانتحاري. وكان السفير اتصل هاتفيا طالبا النجدة بعيد الهجوم. وأفادت وكالة الأنباء التشيكية أن غاريك كان يقيم في الفندق منذ انتقاله إلى إسلام أباد من فيتنام قبل نحو شهر. واتهم مالك الفندق صدر الدين هاشواني القوات الأمنية بالتقصير لسماحهم لشاحنة قمامة بالمرور والوصول إلى الفندق دون إطلاق النار على السائق قبل أن يتمكن من التفجير. وقال مسؤول كبير في فريق التحقيق طلب عدم كشف هويته إن الهجوم الذي استخدمت فيه متفجرات تزن أكثر من خمسمائة كلغ "يحمل بصمات القاعدة". وأضاف "إنه اعتداء بالمتفجرات بأسلوب القاعدة ويشبه الهجوم الذي استهدف مكاتب وكالة التحقيق الفدرالية" في مارس الماضي في لاهور شرق البلاد. وكانت السلطات الباكستانية نسبت هذا الهجوم إلى تنظيم القاعدة. وقال قائد شرطة إسلام آباد أصغر رضا غارديزي إن المحققين يعملون على تحديد نوع المتفجرات التي استخدمت في التفجير إلا أن الأمطار هطلت على موقع الانفجار الأمر الذي أثار المخاوف من فقدان بعض الأدلة المهمة. ونقلت تقارير إعلامية عن مسؤولين في الشرطة لم تحدد هويتهم قولهم إن مجموعة من ثلاثين عنصرا من مشاه البحرية الأمريكية كانوا ضمن فريق أمني لتأمين زيارة الأميرال مايك مولين، رئيس لجنة هيئة الأركان الأمريكية المشتركة هذا الأسبوع ربما يكونون هم هدف التفجير. وقالت قناة آج التلفزيونية الإخبارية الخاصة الناطقة باللغة الأردية إنه كان من المفترض أن يغادر الفريق الأمريكي إلى أفغانستان صباح أمس الأحد. وانضم قائد الجيش الباكستاني إشفاق برويز كياني إلى قائمة مديني التفجير، ووصف الهجوم بأنه "شائن". وقال إن الجيش يقف "مع الأمة في تصميمها على هزيمة قوى التطرف والإرهاب". وتعهد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بأن يخلص بلاده مما سمّاه سرطان الإرهاب. وقال زرداري في خطاب متلفز إلى الشعب الباكستاني إن تفجير إسلام آباد جاء في وقت كانت تحتفل فيه باكستان بديمقراطيتها، وأكد أن بلاده لن تخضع لما دعاه بالأعمال الجبانة. ويواصل رجال الإنقاذ البحث عن جثث بين أنقاض الفندق المدمر، وقد خلف الانفجار الضخم الذي نفذ بشاحنة مفخخة حفرة بلغ عمقها ستة أمتار وقطرها تسعة أمتار. وحطم الانفجار نوافذ بعض المباني القريبة من الفندق الذي يقع على بعد أقل من كيلومتر واحد من مقري سكن رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. ويرتاد الفندق دبلوماسيون وأجانب وشخصيات باكستانية مؤثرة. الوكالات / واف