فندق ماريوت باسلام أباد/صورة:ح.م ارتفعت حصيلة ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف مساء السبت، فندق" ماريوت" في العاصمة الباكستانية إلى 53 قتيلا وأكثر من 200 جريح ، كما تعرض مبنى الفندق المكون من سبعة أدوار للتدمير التام. وذكرت مصادر أخرى أن الحصيلة بلغت 60 قتيلا. ومن بين القتلى سفير الجمهورية التشيكية في إسلام أباد، بالإضافة إلى آخرين من جنسيات أجنبية.. وواصل رجال الإنقاذ البحث عن جثث أخرى بين أنقاض "الماريوت " المدمر. وكان انتحاري قد اقتحم بشاحنة مملوءة بمتفجرات تزن أكثر من 600 كلغ المدخل الرئيسي للفندق، القريب من مبان حكومية وسفارات والخاضع لإجراءات أمنية مشددة.. * وذكرت الصحف الباكستانية الصادرة أمس، أن غاية التفجير استهداف قوات مشاة البحرية الأمريكية "المارينز" الذين يرتادون الفندق. وحسب تقارير إخبارية أخرى، فقد استهدف الهجوم وفدا من كبار رجال الاستخبارات الأمريكية كانوا يزورون المكان، بعد أن نجح منفذو الهجوم في تحديد مكانهم بدقة. وبحسب نفس الصحف، فقد قدم بعض النواب الباكستانيين احتجاجا لدى الحكومة بشأن وجود جنود أمريكيين في الفندق. وعن الجهة التي نفذت الهجوم، اتهم مسؤول باكستاني أمني كبير حركة طالبان باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة بالوقوف وراء العملية. وقال المسؤول في وزارة الداخلية رحمن مالك خلال مؤتمر صحافي إن المسؤولين عن الاعتداءات في باكستان يأتون جميعهم من المناطق القبلية في شمال غرب باكستان المتاخمة لأفغانستان، حيث يلجأ المقاتلون المقربون من القاعدة وطالبان. من جهته، أعلن مسؤول كبير في فريق التحقيق أنه يحمل بصمات القاعدة، حيث يشبه الهجوم الذي استهدف مكاتب وكالة التحقيق الفدرالية" في مارس الماضي في لاهور.. ورصدت السلطات الباكستانية مكافأة مالية تعادل نحو مليون وستمائة ألف دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات تكشف هوية منفذ التفجير.. ومن جهة أخرى، أدانت الأسرة الدولية هذا الاعتداء وأكدت دعمها للرئيس الباكستاني الجديد آصف علي زرداري الذي وعد بالقضاء على "سرطان الإرهاب". ويرى بعض الخبراء أن الهجوم هو تحذير من الجماعات الإسلامية موجه للرئيس آصف علي زرداري لوقف تعاونه مع الولاياتالمتحدة في "الحرب على الإرهاب" ووقف العمليات التي يشنها الجيش الباكستاني على مسلحي القبائل قرب الحدود الأفغانية. مع العلم أن العلاقات الأمريكيةالباكستانية تشهد بعض التوتر بسبب الضربات التي توجهها القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان إلى المناطق القبلية الباكستانية. ويذكر أن باكستان حليفة أساسية للولايات المتحدة في حربها على" الإرهاب" منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، رغم الانتقادات التي توجهها واشنطن إلى اسلام آباد، مؤكدة دعم عناصر من الاستخبارات الباكستانية سرا لناشطين إسلاميين. وتتهم إدارة جورج بوش عناصر حركة طالبان وتنظيم القاعدة باستخدام المناطق القبلية في باكستان على طول الحدود مع أفغانستان لقيادة ما تسميه حركة التمرد في الدولة المجاورة. وجاء هجوم السبت، بعد وقت قصير من إلقاء الرئيس الجديد آصف زرداري لأول كلمة له أمام جلسة مشتركة لمجلسي البرلمان، حيث تعهد فيه بعدم التسامح مع أي خرق لسيادتها أو لأراضيها باسم محاربة "الإرهاب". كما طلب زرداري من البرلمان تقليص صلاحياته الدستورية، وخصوصا تلك التي تسمح له بحل الجمعية الوطنية وإقالة الحكومة..