قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن أزمة أسواق المال الأمريكية وضعت نهاية لاقتصاد السوق الحر، متوقعا أن تتأثر بلاده سلبا بتلك الأزمة،في حين دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بقوة عن النظام الرأسمالي وقالت إنه مصدر التقدم الحاصل في العالم. ويرى ساركوزي أن تصورا معينا عن العولمة يقترب من نهايته مع أفول رأسمالية مالية فرضت منطقها على الاقتصاد بأسره وساهمت في انحراف مساره. وقال الرئيس الفرنسي في خطاب حول السياسة الاقتصادية لبلاده ألقاه في مدينة تولون الفرنسية إن "فكرة القوة المطلقة للأسواق ووجوب عدم تقييدها بأي قواعد أو بأي تدخل سياسي كانت فكرة مجنونة، وفكرة أن الأسواق دائما على الحق كانت فكرة مجنونة". وطالب ساركوزي بإصلاح النظام الرأسمالي العالمي بعدما كشفت الأزمة المالية الحالية عن ثغرات خطيرة في الأنشطة المصرفية العالمية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى البدء في التفكير في سياسة نقدية جديدة. وتوقع ساركوزي أن تؤثر فوضى الأسواق المالية في الولاياتالمتحدة على الاقتصاد الفرنسي لشهور بحكم اندماجه في الاقتصاد العالمي، لكنه وعد بألا يخسر أحد في فرنسا ودائعه المصرفية. وقال ساركوزي إن الدولة الفرنسية ستضمن أمن واستمرارية النظام المصرفي والمالي في البلاد في حال تعرضها لخطر بسبب الأزمة المالية التي تضرب الولاياتالمتحدة. وأضاف أن المدخرين في فرنسا لن يدفعوا ثمن أخطاء المسؤولين ومجازفة أصحاب الأسهم، لكنه يرى أن قدرة المواطنين الشرائية ستتأثر سلبا بما يحدث في الولاياتالمتحدة. وفي المقابل وفي مناسبة مختلفة دافعت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بقوة عن الرأسمالية، مؤكدة أنها تحافظ على تأثير إيجابي حتى لو أن الأزمة المالية كشفت عن مشاكل في النظام الراهن. وقالت رايس في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن الرأسمالية نظام اقتصادي مسؤول عن معظم التقدم الحاصل في مختلف المجالات في العالم، لأنه يتيح للناس تحسين ظروف حياتهم، واعتبرت أنه لا يوجد أي بديل عن الرأسمالية. وعلى صعيد آخر،اعتبر وزير المالية الألماني بير شتاينبروك أن الولاياتالمتحدة تتحمل مسؤولية الأزمة المالية العالمية الراهنة التي قال إنها ستخلف آثارا عميقة وستحدث تحولات في النظام المالي العالمي. وقال شتاينبروك في بيان حكومي أمام البرلمان (البوندستاغ) "العالم بعد الأزمة لن يكون كما كان قبلها" مشيرا إلى فقدان الولاياتالمتحدة "صفتها كقوة خارقة في النظام المالي العالمي". وألقى شتاينبروك باللوم في الأزمة على عاتق واشنطن فيما وصفها ب"حملة إنغلوساكسونية لتحقيق أرباح كبيرة ومكافآت هائلة للمصرفيين وكبار مديري الشركات". وحث الوزير المواطنين على الاستعداد لمواجهة معدلات نمو أقل وتطورات غير كافية في أسواق العمل، مشيرا إلى أن اقتصاد بلاده سيتأثر بالأزمة ولكنه قال إنه لا يمكن في الوقت الحالي التكهن بدرجة تأثر ألمانيا بهذه الأزمة. وجدد الوزير رفضه للنداءات المطالبة بوضع خطة إنقاذ في ألمانيا للبنوك التي تمر بأزمات على غرار خطة مماثلة في الولاياتالمتحدة، موضحا أن أزمة أسواق المال مشكلة أمريكية في المقام الأول. الوكالات / رويتر