قمعت قوات الأمن المغربية ب "شدة" مظاهرة سلمية نظمها بمدينة بوجدور الصحراوية المحتلة شباب صحراويون حائزين على شهادات "فرضت عليهم البطالة" بما تسبب في جرح أكثر من 16 متظاهرا. أشارت وكالة الأنباء الصحراوية نقلا عن مصدر من وزارة الأراضي المحتلة والشتات الصحراوية إلى أن قوات الأمن المغربية تدخلت لقمع المتظاهرين الذين "كانوا يحتجون على سياسة الاحتلال المغربية التي تهدف إلى تهميش السكان الصحراويين وإفقارهم وإرغامهم على الخضوع و الإهانة". وأوضح ذات المصدر استنادا إلى حصيلة "غير مفصلة" أن المواطنين الصحراويين محمد فاضل خية و منصوري محمد غالي و توبالي سيد أحمد و يارا محمد و يادس سيد أحمد و منصور لبرس و محمد دداح و محمد باحة و مريم رحال و كلثوم البعيطاوي و باحة صالحة أصيبوا بجروح "خطيرة" فيما تم توقيف ستة آخرين. وأوضحت وكالة الأنباء الصحراوية أن عملية القمع هذه تأتي بعد مرور بضعة أسابيع على عملية القمع التي قامت بها ذات القوات ضد المواطنين الصحراويين بمدينة السمارة الصحراوية المحتلة الذين كانوا يطالبون "سلميا" بالانسحاب "الفوري" للاحتلال المغربي. في سياق المساعي السياسية لتسوية القضية الصحراوية يتوجه الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز خلال النصف الثاني من أكتوبر إلى نيويورك حيث سيتحادث مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. زيارة الأمين العام لجبهة البوليساريو إلى نيويورك أعلن عنها أحمد بخاري الذي أضاف أن الرئيس الصحراوي سيلتقي بهذه المناسبة كذلك بممثلي البلدان الأعضاء في مجلس الأمن، موضحا أنه سيتم التطرق خلال المحادثات إلى "الوضع الحالي لمسار السلام بالصحراء الغربية و آفاقه على ضوء التطورات الأخيرة". وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها إلى نيويورك منذ انتخاب بان كي كون على رأس المنظمة الأممية في جانفي 2007. ويشهد مسار السلام في الصحراء الغربية حاليا حالة انسداد بعد انتهاء عهدة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم. و قد سحب بان كي مون و جبهة البوليساريو ثقتهما من فان فالسوم الذي أشرف منذ شهر جوان 2007 على أربعة جولات من المفاوضات المباشرة بين المغرب و جبهةالبوليساريو بمنهاست بالقرب من نيويورك منذ أن وصف خيار استقلال الصحراء الغربية ب"غير الواقعي". وعين الأمين العام للأمم المتحدة الأمريكي كريستوفر روس مبعوثا شخصيا جديدا للأمين العام الأممي إلى الصحراء الغربية، و أخطر طرفي النزاع المغرب و جبهة البوليساريو و كذا أعضاء مجلس الأمن بهذا التعيين لكنه لم يعلنه علنية. و أعطت جبهة البوليساريو موافقتها الرسمية على تعيين كريستوفر روس في حين لم يرد من المغرب أي تصريح رسمي بهذا الشأن. وكان وزير الشؤون الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك قد صرح بأن المغرب "يمارس ضغوطا على الأمانة العامة و على المبعوث الشخصي الجديد للموافقة على مسعى سلفه الذي رفضه مجلس الأمن". و ندد الوزير الصحراوي قائلا "لم يكن لمسعى فان فالسوم هدف غير سلب الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره و في الاستقلال".