أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن إصلاح الجامعة من بين الرهانات والتحديات التي رفعتها الجزائر لتساير حركة التنمية الشاملة، معلنا عن تجسيد مشروع بناء 3 آلاف سكن وظيفي جامعي وترقية 7 مراكز جامعية إلى مصاف جامعات، فيما شدد على ضرورة إقناع الطلبة وتوجيههم إلى التخصصات العلمية بدلا من العلوم الإنسانية وأن الجزائر لا تعرف تأخرا في قطاع الجامعة مقارنة بالدول المتطورة. رافع بوتفليقة خلال افتتاحه أمس للسنة الجامعية 2008-2009 لصالح الجامعة، حيث أوضح الرئيس أن من بين التحديات والرهانات التي رفعتها الجزائر منذ 1999 هو إصلاح الجامعة شأنها شأن القطاعات الكبرى باعتبارها المحرك الأساسي للتنمية من خلال توفيرها للإطارات الجامعية المكونة والمؤهلة، وأضاف الرئيس في مداخلته التي ألقاها بقاعة المحاضرات بكلية الطب بجامعة أبي بكر بلقايد أن الشبكة الجامعية التي تتوفر عليها الجزائر تعتبر من بين المكاسب الهامة التي حققتها الجزائر. واعتبر الرئيس التوفيق بين الكم والكيف في إنتاج نخبة جامعية من بين المهام الصعبة، حيث أشار إلى أن المنجزات كبيرة رغم النقائص المسجلة، داعيا القائمين على هذا القطاع والسلطات المسؤولة إلى بذل المزيد من الجهود لمجابهة المشاكل المترتبة عن الأعداد المتزايدة للطلبة، فيما سجل قفزة حققها قطاع التعليم العالي من خلال توسيع الشبكة المعلوماتية وتفعيل البحث في 62 مؤسسة جامعية، حيث ذكر الرئيس بالإنجازات المحققة منذ1999 من بينها 12 جامعة 13 مركز جامعي جديد، كما تمت ترقية 7 مراكز جامعية إلى مصاف جامعات، كما قرر الرئيس تجسيد مشروع بناء 3000 سكن وظيفي جامعي توزع على مختلف الجامعات والمراكز الجامعية. وشدد بوتفليقة قائلا أن "الجامعيين هم نخبة الأمة ونخبة النخب"، إلا أنه أبدى امتعاضه من اختيارات الطلبة للتخصصات الجامعية، حيث أكد أن 25 بالمائة من المتحصلين على شهادة البكالوريا يختارون التخصصات العلمية فيما يفضل 75 بالمائة منهم العلوم الإنسانية، واستطرد الرئيس قائلا أن "الأطفال يختار التعليم وهو طفل يحلم بأن يكون طبيبا أو محاميا، مهندسا أو صيدليا، لكن بعد سنوات من الدراسة وتخرجه يجد أن الطلبات والعروض التي يحتاجها المجتمع ليست في متناوله"، وهو ما جعله يؤكد في أكثر من مرة على أن تطور المجتمع واحتياجاته سيسدها أصحاب التخصصات العلمية، وأضاف قائلا "المستقبل للتخصصات العلمية وليس للعلوم الإنسانية". وفي هذا الإطار، واصل الرئيس حديثه عن ضرورة الاهتمام أكثر بالتخصصات العلمية والعلوم الدقيقة، مشيرا إلى أن الحاجة الاجتماعية للمجتمع لن تضمن الحد الأدنى لعيش لأصحاب التخصصات الأدبية والإنسانية كونها في غنى عنها ولا حاجة لها بها، داعيا إطارات التعليم العالي والقائمين على شؤون الجامعة إلى التفكير في العلاقة بين الجامعة والمجتمع الذي تكون فيه، حيث قدم الرئيس شرحا هادفا عن الدور الذي يجب أن تضطلع به الجامعة، مطالبا بفتح حوار ودي مع الطلبة من أجل إقناعهم بأن الخيار هو العوم الدقيقة وتكنولوجيا الإعلام، كما ذكر بأن 12 مليون جزائري هم في مقاعد الدراسة في مختلف المستويات من الابتدائي إلى الجامعي وهو ما يمثل ثلث السكان. وأوضح الرئيس أن الجامعة الجزائرية لا تعرف تأخرا مقارنة بالدول الأوروبية وغيرها من البلدان المتطورة، واستطرد قائلا "نستطيع منافسة الدول المتطورة" معتبرا الوسائل والإمكانيات التي وفرتها للطلبة من نقل وإقامة جامعية وسعر الوجبات لا توجد في أي دولة في مستوى الجزائر وحتى في الدول الغربية، داعيا أسرة الجامعة إلى الاهتمام بالتأطير وتكوين نخبة من الجامعيين قادرين على التصدي للتأثيرات التي قد تنجر عن انخفاض سعر البترول وخلق ثروة بديلة في مجالات وقطاعات أخرى كالإعلام الآلي.