صحيح أن إقدام طال جامعي على قتل أستاذه في جامعة مستغانم لقيت استهجانا وتنديدا من قبل الأسرة الجامعية ككل ومن قبل المواطنين جميعا. إنها صورة سوداء لما آل إليه المجتمع بكل تأكيد. ولكن إليكم الآن بعض العناوين التي وردت في صدر الصفحة الأولى لبعض الصحف الجزائرية الصادرة أمس الثلاثاء لنعرف فقط المآل الذي آلت إليه الأحوال والأمور . - ضبط سجلات وهمية وفواتير بالملايير في الحدود. - بعد لحوم الحمير .. الوهرانيون أكلوا 11 طنا من الخنازير في رمضان. - بين بريد الجزائر ومصانع إسمنت الشلف : صفقات مشبوهة بعشرات الملايير - قضية تزوير نتائج مسابقة ضباط الشرطة : المدير السابق للمدرسة العليا للشرطة و6 إطارات سامية رهن الحبس. - غياب حافلات ولد عباس يفجر انتفاضة التلاميذ ب 6 ولايات. - تهديدات ، اعتداءات ، مشاكل نفسية وتسميمات غذائية : أسبوع أسود للمعلمين والأستاذة. - حجز ثلاث حاويات إسرائيلية محملة بمعدات لصالح مؤسسة سونلغاز. - جزائريات يهربن الذهب في ملابسهن الداخلية إلى دمشق. هذه مجرد عينة لعناوين الصفحة الأولى، وهي تشير بوضوح في بعض جوانبها إلى غياب الحس الإنساني والأخلاقي لدى بعض الناس، وإلا كيف يبيعون للناس وفي شهر رمضان لحم الخنزير ؟ وكيف تزور مسابقة لترقية ضباط الشرطة من أجل الرشاوي ؟ وكيف يزورون الفواتير من أجل حفنة دينارات زيادة " ؟ وكيف تهرب جزائريات الذهب نحو دمشق بوضعه في أماكن حساسة بالنسبة للمرأة ؟ وعندما ندخل إلى الصفحات الداخلية ، فإن الأمر يصبح أخطر، ويكفي لقراءة العناوين فقط بدون التوغل في التقارير أو الأخبار، للتأكد أن إعادة بعث الأخلاق الحميدة أضحت واجبا مقدسا يجب أن يحتل المقام الأول في أجندة الدولة. فالأمم الأخلاق ما بقيت فإن ذهبت أخلاقهم ذهبوا. لننظر للأمريكيين مثلا الذين يعيشون اليوم أزمة مالية قاتلة ، ويضرب بهم المثل في حب المادة، والقتل من أجل المادة، أو هكذا تصورهم أفلامهم ، فعندما سيطرت المادة على عقولهم أصبح كل مواطني أمريكي يحمل نحو 13 بطاقة قرض، وأدت إلى طرد البنوك لنحو 6 مليون أمريكي من مسكنه. إن المادة مهمة في الحياة، لكنها ليست كل شيء، وليس بأي طريقة وبأي وسيلة وبأي ثمن، فالغاية لا يجب أن تبرر الوسيلة يا ناس، حتى لا نأكل لحم الحمير والخنازير مستقبلا.