دعا المجاهد المخضرم، الوزير السابق في الحكومة المؤقتة، عبد الحميد مهري، القيادات الفلسطينية خاصة، للاستفادة قدر الإمكان من التجربة الجزائرية، التي وصفها بالعلم الواجب الإلمام به، لأنه يقدم الحلول في مقاومة الظلم والاستعمار، مبديا أسفه لقبول الفلسطينيين بالشروط المفروضة عليهم والخاصة بوقف القتال، وقال إن “الأمر كان مرفوضا تماما من الثوار الجزائريين”. وأوضح عبد الحميد مهري، أمام المشاركين في الملتقى الدولي السابع للمرحوم محفوظ نحناح، أهم الخطوات الاستراتيجية التي اعتمدتها جبهة التحرير الوطني في حربها ضد المستعمر الفرنسي، ووسائل الضغط التي انتهجتها على الصعيدين الداخلي والخارجي للوصول إلى الاستقلال، مشيرا إلى أن الثورة التحريرية اكتست طابع المشروع الوطني الجامع، وتمكنت من رسم معالم الصورة التي ستكون عليها الجزائر بعد الاستقلال، الأمر الذي جعل الجزائريين يتمسكون بالمشروع ويدعمونه ماديا ومعنويا. وأكد الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الوطني، أن الثورة ارتكزت على استراتيجية ترمي إلى هدفين أساسين، مواصلة المقاومة والمطالبة المستمرة بالاستقلال، وسطرت قيادتها خطوات عملية وضعت الأسس واللبنات الأساسية للدولة المستقلة. وتوقف عبد الحميد مهري عند مرحلة المفاوضات، وقال إنها لم تكن أبدا بديلا للعمل المسلح، وإنما وسيلة لبلوغ الهدف المنشود، وفق ما نص عليه بيان نوفمبر، الذي أعلن الشروع في الكفاح المسلح مع إبداء الاستعداد لفتح باب المفاوضات في حال ما إذا خضع المحتل للمطالب المرفوعة من طرف الشعب الجزائري، مؤكدا أن المفاوضات كانت قائمة على مجموعة من الأسس ومقيدة بعدد من الشروط، على رأسها الاعتراف بصفة التمثيل الكامل للطرف الجزائري، مع وضع جدول أعمال واضح تكون فيه الأولويات مرتبة.