أكد الأستاذ عبد الحميد مهري أن المقاومة الجزائرية للمستعمر الفرنسي لم تتوقف عند الروح المعادية للاستعمار، مشيرا إلى أنه تم تجديدها وبنفس العقلية استفادت الثورة من تجارب الحركة الوطنية من خلال مؤتمر الصومام وبقيت على تلك الروح التكاملية حتى بعد الاستقلال. وأوضح مهري خلال الملتقى الذي احتضنته أمس ولاية قالمة حول أحداث 8 ماي 1945 في محاضرته التي ألقاها بعنوان » الموروث والمبتكر في ثورة أول نوفمبر« والتي أعطى فيها قراءة لمختلف مراحل الثورة الجزائرية وكيفية استفادة كل مرحلة من التجارب السابقة، حيث أشار إلى أن المقاومة الجزائرية للمستعمر التي دامت أكثر من قرن كامل ولكن ثورة نوفمبر لم تتوقف عند وراثة تلك الروح المعادية للاستعمار ولكنها جددتها وبنفس العقلية استفادت الثورة من تجارب الحركة الوطنية من خلال مؤتمر الصومام وبقيت على تلك الروح التكاملية حتى بعد الاستقلال. كما أكد المشاركون في الملتقي أن المجازر المرتكبة في أحداث 8 ماي 45 بسطيف وقالمة وخراطة لم أحداثا فردية قام بها متعصبون فرنسيون وإنما هي جرائم استعمارية تتوفر على كل الأوصاف التي حددها القانون الدولي حسب ما أجمع عليه اليوم الأحد باحثون و سياسيون ورجال قانون في أشغال ملتقى بقالمة. وأعطى عبد المجيد شيخي في محاضرته عن أحداث 08 ماي في الأرشيف الوطني المشهد الإجتماعي والسياسي العام في الفترة التاريخية التي سبقت تلك الأحداث، حيث انطلق المحاضر من تساؤل جوهري حول القمع والوحشية التي مورست في تلك المجازر، كما قدم شيخي الجوانب التي تدين فرنسا في تلك الأحداث منها الإصرار والترصد والإعداد للجريمة والقصد الجنائي الذي لخصه في كلام الفرنسيين. ومن جهتها قدمت المحامية فاطمة بن براهم محاضرة تناولت فيها الأرشيف العسكري والأرشيف القضائي واعتبرت بأن قضية الأرشيف هي جدية لكتابة تاريخ حقيقي، مؤكدة على ضرورة استعمال كل الوسائل المتاحة للوصول على الأقل إلى نسخ كل الأرشيف الإداري والعسكري والقضائي الذي تستحوذ عليه فرنسا.