لا يوجد شخص تعامل مع النظام وخدمه أكثر من سعيد سعدي كشف القيادي السابق بحزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية جمال فرج الله، عن استعداد عدد معتبر من إطارات الصف الأول بالحزب، لإعلان انشقاقهم والالتحاق بالمعارضة التي يقودها النائب عن ولاية بجاية. وقال فرج الله، في اتصال أجرته معه ''البلاد'' أمس، إن الأمر يتعلق ب ''مجموعة كبيرة من الإطارات العليا ستعلن خروجها قريبا من الحزب، ونحن على اتصال دائم معها لتنسيق هذه الخطوة''. وأكد المتحدث، أن هذا الانشقاق ''سيكون بمثابة هزة قوية، لأن الأشخاص الذين سيعلنون معارضتهم لسعدي، أناس يتمتعون بمصداقية كبيرة، ولهم تأثير على القاعدة النضالية''. وامتنع النائب السابق لرئيس الأرسيدي، عن كشف هوية المنشقين الجدد، بدعوى أن سعيد سعدي ''سيقوم بفصلهم من الحزب، الذي أصبح جهازا يسيّر بأساليب دكتاتورية''، مضيفا أن دائرة مؤيديه لا تنحصر في المسؤولين الذين تحدث عنهم، ''بل هناك كثير من النواب والإطارات والمسؤولين الولائيين، والمناضلين الناقمين على سعدي، والمقتنعين بأفكارنا، ونحن طلبنا منهم البقاء بالحزب وعدم الجهر بآرائهم المعارضة في الوقت الحالي، بل إن مؤيدينا داخل هياكل الحزب، أكثر عددا ممن هم خارجه''. واستشهد فرج الله بعدم تنظيم الحزب لأي نشاط في ذكرى الربيع البربري التي مرت أول أمس، ليبرهن على ما قال إنه ''تراجع للأرسيدي بقيادة سعدي''، فبالنسبة له ''للمرة الأولى يتخلف الحزب عن هذه الذكرى، وقد حاول سعدي تنظيم نشاطات بالمناسبة، ليجعل منها فرصة يستوعب من خلالها ما لحق بالحزب من ضرر، لاسيما بعد حادثة رفع الراية السوداء، لكنه تراجع بعد أن تيقن من عجزه عن تجنيد بضع عشرات من الأشخاص للقيام بمسيرات، وهذه إشارة قوية على ضعف الأرسيدي والمسؤولية هنا يتحملها سعدي''. مضيفا ''في العام الماضي نظم الحزب مسيرة شارك فيها ما بين 2000 إلى 3000 شخص، لكن هذا العدد لم يرض سعدي الذي عاقب مسؤول الحزب ببجاية لهذا السبب، لكن هذا العام كانت الأمور أشد سوءا''. كما أشار فرج الله إلى أن رئيس التجمع، ''فهم أنه لم يبق له مناضلون، وهذا أمر يؤسف له فالأرسيدي كان منذ تأسيسه حامل مشروع ورسالة، وكان يضم أفضل الإطارات في الجزائر''. وعن الاتهامات التي توجهها له قيادة الأرسيدي ، بأنه ''يتحرك بتحريض من النظام''، رد فرج الله بأنه ''لا يوجد شخص تعامل مع النظام وخدمه أكثر من سعيد سعدي، لكنه لما يرى أن الأمور تسير عكس مصالحه، يأتي بخطوات استفزازية، مثلما حصل مؤخرا عندما أنزل العلم الوطني، وعندما يعبر مناضل عن رأيه بصراحة في تسيير الحزب، يدعي بأن النظام يقف وراءه ويقوم برشوته''. كما نفى ما تسوقه قيادة الأرسيدي على هذا الصعيد، من تأييد فرج الله لبوتفليقة خلال الانتخابات الأخيرة، ''لا علاقة لنا ببوتفليقة، فقد كان موقفنا هو ضرورة ترك المواطنين يختارون بكل حرية .