أسدلت محكمة الجنايات لمجلس قضاء قسنطينة، أمس الثلاثاء، الستار على قضية قتل الأصول بحكم الإعدام غيابيا على قاتل أمه شقيقه والذي ما يزال في حالة فرار إلى اليوم، وهو حسب البحث الاجتماعي شخصية غير سوية ويعاني من اضطرابات نفسية. الحادثة هزت أركان حي الزيادية بولاية قسنطينة والجميع ما زال يتساءل عن الدوافع التي أدت بشاب في مقتبل العمر إلى قتل أمه وشقيقه دون وجحود دوافع قوية تدفعه لفعل ذلك، وتعود الحادثة إلى تاريخ 26 ديسمبر من سنة 2006 في الساعة الثالثة والربع مساء عندما عاد الضحية "ب.الشافعي" إلى منزله الكائن بحي الزيادية ووجد ابنه المتهم "ب.زياد" 24 سنة ينتظره أمام مدخل العمارة مانعا إياه من الصعود إلى شقته الموجودة بالطابق الخامس. ولكن الوالد أصر على الصعود، وعند دخوله الشقة وجد نفسه يغرق في بحر من الدماء وزوجته ملقاة على ظهرها أرضا، وهي مذبوحة من رقبتها ويتعلق الأمر بالمدعوة "ب.منيرة" أستاذة بثانوية، وبجانبها ابنه الذي وجده كذلك ميتا ابنه وهو طالب جامعي داخل كيس بلاستيكي وهو مبتور الذراعين، وعلى الأرض أدوات الجريمة وتتمثل في منشار ومنقار. وعلى الفور قدم شكوى أمام قسم الأمن الحضري الثاني عشر، فتح على إثرها تحقيق، وقد أكد البحث الاجتماعي أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية ويعتبر شخصية انطوائية، كما أن والد المتهم الذي تأسس كطرف مدني صرح أمام الضبطية القضائية أن ابنه "زياد" اتصل به هاتفيا من محل هاتف عمومي مهددا إياه بعدم تسليم نفسه، وإقباله على الانتحار ثم انقطعت أخباره مدة شهور عديدة إلى حين عاود الاتصال به هاتفيا ومن محل هاتف عمومي طالبا منه المال. وللعلم فإن والد المتهم يشغل منصب أستاذ الأدب العربي بجامعة منتوري قسنطينة، ولكون المتهم بطال فقد ثارت غيرته على الأسرة وعن غير وعي قام بارتكاب هذه الجريمة البشعة، كما أن شقيق الضحية المتوفاة صرح أن الحادثة يلفها الكثير من الغموض وهناك وقائع لم يتم التحقيق فيها والكشف عنها بعد وهي إشارات اتهام بأن القاتل شخص آخر. كما أن القضية مررت بشكل سريع دون استدعاء والد المتهم الذي تأسس كطرف مدني ولم يتم الاستماع إلى أقواله وهو ما أثار استياء الوالد، حيث التمس ممثل الحق العام تسليط أقصى العقوبة على المتهم، لتصدر الهيئة المخولة حكم الإعدام في حق المتهم والمطالبة بالقبض الجسدي عليه.