كشف رئيس مجموعة الأربعة والعشرين وحاكم مصرف سوريا المركزي أديب ميالة، أمس، عن تبني مبادرة الجزائر من طرف مجموعة ال 24، والمتعلقة بتحضير لجنة تنسيق بين مجموعة ال 24 التي تمثل الدول النامية ومجموعة ال 20 الممثلة في الدول المصنعة يتم من خلالها دراسة وضعية النظام المالي الحالي وذلك تحضيرا لاجتماع مشترك بين المجموعتين سيعقد في شهر أفريل 2009. مبعوثنا إلى الدوحة: عزيز طواهر أكد رئيس مجموعة الأربعة والعشرين أمس على هامش مؤتمر الدوحة لتمويل التنمية أن اتفاق مونتيري الصادر بالمكسيك سنة 2002 قد دعا إلى تقوية نشاطات المراقبة الخاصة بصندوق النقد الدولي وذلك لمراقبة الدول الأعضاء ولكن ذلك لم يتحقق على أرضية الواقع، حيث تركز نشاط هذه المؤسسة المالية على التعامل مع الدول النامية في إطار المديونية وغيرها من القضايا. وفي سياق متصل أكد المتحدث أن الاجتماع المفترض عقده اليوم بالدوحة سيقوم على أساس مداخلة "حول توافق مونتيري" الذي تحدث على أهمية تحقيق التناسق في السياسات الاقتصادية المختلفة بما ضمان استقرار عالمي أكبر، بالرغم من أن ذلك لم يتحقق على أرضية الواقع، ولم نصل - يقول أديب ميالة- إلى تحقيق الأهداف المرجوة من توافق مونتيري الذي التزم بتسهيل الوصول إلى الموارد المالية وتوجيه مساعدات صندوق النقد الدولي إلى الدول السائرة في طريق النمو وتمكينها من مواجهة كل حالات عدم الاستقرار الاقتصادي والمالي التي قد تحدث، كما أشار المتحدث إلى قضية تسوية المديونية التي تبقى في رأيه مطروحة بحدة، باعتبار أن المؤسسات المالية الدولية لم تصل لحد الساعة إلى الاتفاق على ميكانيزمات معينة لإعادة جدولة مديونية الدول النامية. وفي حديثه عن لقاء الدوحة الخاص بتمويل التنمية قال الميالة بأن هذا المؤتمر تم في ظروف استثنائية وغير عادية وأن العالم يمر بأزمة مالية جد خطيرة تسببت فيها الدول المتطورة في ظل جشع النظام النقدي في أمريكا الذي حصل من قبل خمسة مصارف أمريكية مشهورة، فهناك تراجع ملحوظ خاصة على مستوى الدول المتطورة في كل الميادين، وستكون لها تأثيرات خطيرة على الدول النامية، في وقت يجب أن نعلم فيه أن الدول المتطورة لها كل الإمكانيات لمعالجة مشاكلها على عكس الدول النامية التي لا تملك تلك الإمكانيات". ومن هذا المنطلق أكد حاكم مصرف سوريا المركزي أن مجموعة ال 24 مستعدة للمشاركة في مسار شامل في إطار مداولات مع مجموعة ال 20 التي ستعقد في لندن في شهر أفريل القادم، وأكد أن مجموعة ال 24 تبنت مبادرة الجزائر التي اقترحتها على هامش مؤتمر الدوحة حول تمويل التنمية وذلك من خلال إنشاء لجنة عمل للتنسيق بين مختلف المواقف تعكف على دراسة الوضع المالي الراهن في العالم وستتقدم مجموعة ال 24 بورقة عمل تتضمن مقترحات لمجموعة العشرين في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الجهتين. وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي الرافض لتوسيع المشاورات بين مجموعتي ال 24 وال 20 إلى منظمة الأممالمتحدة، قال ميالة إن الأمريكيين رفضوا تغيير اتفاقية "بروتون ووذز" لأنها تمس بمصالحهم وبهذا أمر طبيعي، لكننا سنعمل على تقريب وجهات النظر وإسماع صوت مجموعة ال 24 بكل قوة. وهنا أشار رئيس مجموعة ال 24 إلى تصريحات الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أكد من خلالها وباسم الاتحاد أوربي التزام أوربا بدعم الدول النامية وبضرورة منحها فرصة المشاركة في النظام الاقتصادي العالمي وكذا النظام المالي الجديد. ولم ينكر المتحدث في هذا السياق بأن الدول المتطورة تعرف صعوبات للحصول على السيولة اللازمة لإعادة ضخها في اقتصادها وبنوكها وقال إن مساعدة الدول النامية ستأتي لا محال في المرتبة الثانية، وعليه فقد حذر من نوايا بعض الدول المتطورة التي تسعى إلى الحصول على رؤوس أموال الدول المنتجة للنفط للخروج من الأزمة المالية.