أكد أمس المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات عبد المالك السايح أن شبكات تهريب المخدرات تربطها علاقة وطيدة مع الشبكات الإرهابية التي تتخذ من هذا النشاط مصدرا لتمويلها، مشيرا إلى أن مصالح الأمن قد تمكنت من حجز 18 ألف طن من المخدرات إلى غاية سبتمبر 2008، موضحا أن الجزائر خصصت 500 مليار سنتيم لبناء وتجهيز 15 مركزا للتكفل بمدمني المخدرات. انطلقت، أمس، بالعاصمة فعاليات أشغال الاجتماع الخامس للشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات "ميدنات"، وقد أوضح عبد المالك السايح في تصريح للصحفيين على هامش افتتاح الاجتماع الخامس للشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات، أن الشبكات الإرهابية تتخذ من المتاجرة وتهريب المخدرات أحد مصادر تمويلها، حيث أنها تستغل الأموال التي تحصل عليها من هذه العمليات في شراء الأسلحة، وعليه فإن هناك علاقات وطيدة وتنسيقا قويا بين هذه الشبكات الإرهابية وشبكات تهريب المخدرات التي تكثف –حسب المتحدث- نشاطاتها في المدن الواقعة على الحدود مع المغرب الذي يصدر نسبة 60 بالمائة من القنب الهندي على المستوى العالمي، وخاصة مدينة وهران التي تعتبر بوابة الجزائر نحو أوروبا، إلى جانب كل من الجزائر العاصمة والشلف والبليدة، وكذا بعض المدن الداخلية، ودعا المتحدث في السياق إلى ضرورة تعزيز مراقبة الحدود للوقوف أمام نشاط هذه الشبكات. كما تطرق السايح إلى الحديث عن الأجانب الذين يقومون بتهريب المخدرات وتوزيعها في الجزائر لافتا إلى توقيف ما بين 200 و250 شخصا من جنسيات مختلفة من نيجيريا بوركينا فاسو، مالي والمغرب، وفي سياق ذي صلة، قدم المتحدث عدة أرقام حول واقع المخدرات في الجزائر مشيرا إلى حجز 18 ألف طن من المخدرات من بينها 800 غ من الكوكايين و900 ألف قرص مهلوس إلى غاية سبتمبر من العام الجاري، معتبرا أن الكمية مرجحة للزيادة مع نهاية 2008. كما أشار إلى أن عدد المحكوم عليهم من طرف العدالة في قضايا مرتبطة بالمخدرات يصل إلى حوالي 22000 شخص سنويا بالجزائر من بينهم مستهلكين ومروجين للمخدرات، معتبرا أن هذا العدد كان سنة 2007 يقدر ب 17000 مستهلك و5000 مروج للمخدرات، كما أضاف أن حوالي 10 بالمائة من المستهلكين للمخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 15 سنة وأن حوالي 80 بالمائة من المستهلكين تتراوح أعمارهم ما بين 16 إلى 35 سنة. ولم يفوت السايح المناسبة ليذكر بجهود الجزائر في سبيل مكافحة هذه الظاهرة و القضاء على شبكات تهريب المخدرات، مشيرا إلى إعداد إستراتيجية وطنية، في إطار البرنامج الوطني التوجيهي الثاني، وكل القطاعات الوزارية معنية به إلى جانب قطاعات الأمن، وينطلق من 2008 إلى 2016. كما أكد المتحدث أن رئيس الجمهورية أوصى بإنشاء 15 مركزا لمتابعة والتكفل بالمدمنين بتكلفة تصل إلى 0 مليار دينار إلى جانب وجود 185 خلية استماع و53 مركز مساعدة على المستوى الوطني، معربا عن أمله في إنشاء شبكة مغاربية لمكافحة المخدرات. وفي الكلمة التي ألقاها خلال الافتتاح، أشار سايح إلى أن أهداف الشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات تستجيب لانشغالات الجزائر وتطلعها وسعيها للتفاعل مع جيرانها في الفضاء الأورومتوسطي، معربا عن ارتياحه للنتائج التي تحققت خلال هذا العام من عمليات مبرمجة ضمن نشاط الشبكة الأورومتوسطية. ومن جهتها، أوضحت فلورنس مابيلو وينسلي رئيسة شبكة "ميدنات" أنه وبفضل البرنامج التي سطر خلال هذا العام تم تكوين 150 طبيبا مختصا في التكفل بالمدمنين على المخدرات، معتبرة أن برنامج 2008 كان طموحا جدا، وأن العام المقبل سيشهد برامج أكثر اتساعا على اعتبرا أن الشبكة الأورومتوسطية ستواصل ما بدأته خلال برنامج 2008 من تكوين الأطباء، والتكفل بالأشخاص المدمنين. ويتضمن جدول أعمال اجتماع الاجتماع الخامس للشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات الذي سيستغرق يوما واحدا، يتم خلاله مناقشة برنامج عمل أعضاء الشبكة "ميدنات" لسنة 2009 ويتعلق الأمر بالجزائر ولبنان والمغرب وتونس وأسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال. كما يضم برنامج عمل الاجتماع محور تقييم ودراسة الإنجازات المحققة في إطار نشاطات الشبكة طيلة سنة 2008 علاوة على محور آخر يخص تحديد تاريخ ومكان انعقاد اجتماع الشبكة القادم.