أعلنت الحكومة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف يوم غد الخميس الحرب على مروجي ومستهلكي المخدرات، وقال المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات عبد المالك سايح إن مختلف أجهزة الدولة مجندة منذ زمن للقضاء على هذه الآفة، إلا أن العملية - حسبه - لن تتأتى بالنتائج المرغوب فيها إلا بتكثيف الجهود وإشراك فعلي لمختلف وسائل الإعلام، وبصورة أكثر توعية وتحسيس الأسر بمخاطر المخدرات. كشف المدير العام للديوان الوطني لمكافحة المخدرات في ندوة نظمتها الإذاعة الوطنية أمس بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات المصادف ل 26 جوان من كل سنة، أن مصالح الأمن والدرك والجمارك الوطنية قد حجزت السنة الماضية 16.5 طن من القنب الهندي، و22 كلغ من الكوكايين، فيما أنه في سنة 2006 حجزت ذات المصالح- يضيف ذات المصدر - 10 أطنان من القنب الهندي، أما في سنة 2005 فقد تم حجز 9.5 طنا من المخدرات. من جانب آخر أشار المتحدث إلى أن العدالة أصدرت أحكاما في حق حوالي 22 ألف شخص بتهمة ترويج واستهلاك وتجارة المخدرات، بعدما تم اعتقالهم من طرف مصالح الأمن مشتركة وتقديمهم لدى القضاء. على صعيد آخر أوضح المسؤول ذاته أن مصالح ديوانه قد باشرت في المدة الأخيرة تحقيقا اجتماعيا وطنيا حول الآفة، تم الاعتماد فيه -حسبما ذكر- على استمارة علمية بها 70 سؤالا يهدف من ورائها التعرف على مختلف الشرائح الاجتماعية التي تستهلك وتروج المخدرات، معلنا أن العملية سيتم الانتهاء منها بعد حوالي 08 إلى 10 أشهر وسيتم تبليغ نتائجها للرأي العام. وفي سياق شرحه لهذه المعركة التي تود السلطات خوضها ضد مروجي ومستهلكي وتجار المخدرات، أوضح أن الدولة بمختلف أجهزتها لم تتوان تماما عن القيام بالمهمة المنوطة بها، وأدت واجبها كما ينبغي في ذلك، ويبقى الهدف - حسبه - من هذه الإستراتيجية الجديدة هو العمل على تجنيد الأسرة ووسائل الإعلام في هذه المعركة، معتبرا أن هذين العاملين يمثلان المعادلة الجديدة التي تبناها الديوان للقضاء على الظاهرة. وأشار ذات المسؤول إلى أن المخدرات تعتبر '' أم الخبائث '' ، مشيرا إلا أن الفقر والبطالة عاملان لتفشي استهلاك المخدرات، إضافة إلى العوامل النفسية والاقتصادية، إلا أن ذلك - حسبه - لا يعني أن كل مستهلكي ومروجي المخدرات ينتمون إلى هذه الفئات الاجتماعية، مذكرا بأنه تم التعرف على أناس حضروا إلى الديوان وضعهم الاجتماعي والمادي مريح جدا، إلا أنهم من المدمنين على استهلاك وترويج المخدرات، قائلا بأنه عادة ما ينتقل المدخنون إلى استهلاك المخدرات. على صعيد متصل كشف سايح أنه ما بين 80 إلى 85 بالمائة من الناس الذين تم محاكمتهم أمام القضاء سواء بتهمة الترويج أو استهلاك المخدرات تتراوح أعمارهم ما بين 16 ألى 35 سنة، موضحا أن المخدرات في الجزائر لم تعد '' طابو '' ، وهي حقيقة موجودة ومنتشرة على جميع المستويات، كما أنها آفة ينبغي على الجميع التجند لمحاربتها، مشيرا أيضا إلى وجود 53 مركزا لمعالجة المدمنين عبر الوطن، و15 مستشفى و85 خلية توجيه واستماع... بدوره المدير العام للإذاعة الوطنية عز الدين ميهوبي اعتبر المعركة ضد المخدرات مثل المعركة ضد الإرهاب، وقال إن كل أفراد المجتمع معنيون بهذه المعركة، كاشفا أن الإذاعة الوطنية قد أعدت شبكة برامجية متنوعة عبر كامل الإذاعات الجهوية والمحلية ستطلقها غدا خصصت لمناقشة الموضوع بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة المخدرات، موضحا أن حرية الاختيار للضيوف والمتدخلين منحت للمشرفين على هذه الحصص على المستوى المحلي، وحسبه بإمكان مختلف أفراد المجتمع إبداء رأيهم في مختلف البرامج الإذاعية التي تبث على الهواء مباشرة.