قال مدير الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، عبد المالك السايح، أن الشبكات الإرهابية في الجزائر تستخدم أموال المخدرات التي تتاجر فيها لشراء السلاح، مرجعا سبب تفضيل هذه الجماعات لهذا النوع من التجارة إلى الربح السريع والوفير. وقال السايح، على هامش أشغال الاجتماع الخامس للشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات" ميدنات" المنعقد أمس بنادي الجيش بالعاصمة، أن هناك ارتباط بين شبكات المخدرات في المغرب العربي، وقدر عدد هذه الشبكات في الجزائر بحوالي ثلاثة إلى أربعة وعدد المتعاطين لهذه السموم بأكثر من 60 ألف حالة. وكشف عبد المالك السايح أنه تم حجز18 طن من القنب الهندي، و900 ألف حبة مهلوسة منذ بداية السنة إلى نهاية شهر سبتمبر، 60 ألف منها موجهة للاستهلاك، والباقي لتمريره إلى الخارج، حيث أن أصبحت الجزائر منطقة عبور. واعتبر أن هذا النوع من المخدرات أضحى يشكل خطرا على الشباب، نظرا لتوفره وانخفاض ثمنه، وسهولة اقتنائه. مضيفا "أن ما تم حجزه من المخدرات خلال التسعة أشهر الفارطة، مرشح للارتفاع في نهاية السنة. وأضاف أن أكبر كمية ضبطت بغرب البلاد كانت في وهران، ثم تليها منطقة الحدود، فالعاصمة وبعدها البليدة. وفي إجابته على سؤال يتعلق بالعدد الإجمالي للأشخاص المتورطين في قضايا المخدرات خلال الأشهر الفارطة، قال السايح "تم القبض على 17 ألف مستهلك للمخدرات بأنواعها، و5 آلاف مروج لها، وإن العدد مرشح للارتفاع إلى غاية 23 ألف شخص بنهاية السنة". وعن المستشفيات الخاصة بمعالجة المدمنين، قال إنها "ستكون جاهزة قبل نهاية 2009" كاشفا في ذات السياق عن توفر15 مركزا متخصصا في معالجة المدمنين، و185 خلية إصغاء. وأوضح أن القيمة المالية للتكفل بهذه الفئة تبلغ 300 مليار سنتيم. وتضمن جدول أعمال الاجتماع الخامس للشبكة الأورومتوسطية للتعاون في مجال مكافحة المخدرات "ميدنات" اعتماد برنامج عمل أعضاء الشبكة لسنة 2009 ويتعلق الأمر بالجزائر و لبنان والمغرب وتونس واسبانيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال. كما ضم برنامج عمل الاجتماع، محور تقييم ودراسة الإنجازات المحققة في إطار نشاطات الشبكة طيلة سنة 2008 ، علاوة على محور آخر يخص تحديد تاريخ ومكان انعقاد اجتماع الشبكة القادم. وشهد لقاء أمس العديد من المداخلات التي تناولت على وجه الخصوص، تطوير التعاون في حوض المتوسط، فضلا عن توسيع شبكة "ميدنات" إلى بلدان أخرى.