عبر الرئيس الأمريكي، جورج بوش، عن أسفه عن أسفه "لإخفاق الاستخبارات" فيما يخص مدى التهديد الذي مثله الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، كما تأسف لأن الأزمة المالية العالمية كلفتهم أعمالهم وأضرت بحسابات التقاعد، وقال إنه سيدعم أي تدخل حكومي إضافي ضروري لوقف الركود الاقتصادي، في مقابلة تلفزيونية أجرته معه محطة ABC ضمن برنامج "أخبار العالم" التي بثت ، أمس قال بوش: "بالطبع، أنا آسف لحدوثها (الأزمة المالية).. من الواضح أنني لا أحبذ فكرة خسارة الناس لوظائفهم، أو قلقهم بشأن رواتبهم، بل على العكس، على الأمريكيين أن يعلموا أننا سننقذ النظام، وأعني أنني نسير في هذا الاتجاه، وإذا اضطررنا إلى فعل المزيد فسوف نقوم بذلك." يشار إلى الولاياتالمتحدة دخلت مرحلة الركود الاقتصادي رسمياً منذ ديسمبر 2007، وفقاً لما كشف عنه المكتب القومي للأبحاث الاقتصادية، وأن هذا الركود سيستمر حتى منتصف العام 2009، وسيكون الأكثر عمقاً وتأثيراً منذ ركود عام 1981-1982. وقال بوش إنه يشعر بمسؤوليته عن التدهور الاقتصادي لأنه وقع أثناء حكمه وهو يراقبه، وأضاف قائلاً: "أعتقد أنه عند كتابة تاريخ هذه الفترة، فإن الناس سيدركون أن الكثير من القرارات التي اتخذت في وول ستريت، إنما اتخذت طوال عقد من الزمن أو نحو ذلك." وحول الحرب على العراق، قال بوش إن أشد ما يندم عليه خلال فترته الرئاسية هو "فشل الاستخبارات" فيما يتعلق بمدى التهديد الذي مثله الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، للولايات المتحدة. وكان بوش، وبدعم من الكونغرس الأمريكي، قد أصدر أوامره بغزو العراق في مارس/آذار عام 2003، والذي تم تبريره حينها، وتبين خطأه لاحقاً، بأن صدام حسين يبني ترسانة من أسلحة الدمار الشامل. وقال بوش: "لقد خاطر الكثير من الناس بسمعتهم وقالوا إن أسلحة الدمار الشامل تعتبر سبباً كافية للإطاحة بنظام صدام حسين.. وهو أمر لم أكن لأكرره ثانية، ولكنني أتمنى لو أن المعلومات الاستخباراتية كانت مختلفة.. على ما أعتقد، وعندما سئل عما إذا كان ممن الممكن أن يأمر بغزو العراق لو كانت لديه معلومات دقيقة بأن صدام حسين لم يمتلك أسلحة دمار شامل، قال بوش: "هذا سؤال مثير.. إنه مسألة لم أكن لأكررها.. ولكن بالنسبة لي من الصعب أن أتوقع ذلك." وحول فوز باراك أوباما في الانتخابات الرئاسية، قال بوش: "أنا متأكد من أن بعض الناس انتخبوا باراك أوباما بسببي.. أعتقد أن معظم الناس صوتوا لأوباما لأنهم قرروا أنهم يريدونه يريدونه أن يكون معهم في غرف معيشتهم خلال السنوات الأربع المقبلة.. وبكلمات أخرى، لقد أجمعوا على خيار تنصيبه رئيساً." ويوجد في العراق 146 ألف جندي أميركي, كما يوجد 32 ألفا آخرين في أفغانستان، ووقعت الولاياتالمتحدة والعراق الشهر الماضي اتفاقية أمنية يغادر بمقتضاها الجيش الأميركي العراق بحلول 2011، يشار إلى أن بوش سيترك منصبه وهو يتمتع بأدنى شعبية بين الأمريكيين كرئيس للولايات المتحدة.