مزاعم الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش حول العراق يتأكد زيفها يوم بعد يوم، حيث كشفت صحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قال لمحققين في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ''إف بي آي'' قبل إعدامه إنه أوهم العالم بأن لديه أسلحة دمار شامل لأنه كان يخشى أن يبدو ضعيفا أمام إيران، كما أبلغ المحققين أنه يعتبر أسامة بن لادن متعصبا وأكد أنه لم تكن له أية علاقات مع تنظيم القاعدة. ووفقا لتقارير سرية تضمنت نص مقابلات التحقيق مع صدام وعرضت الصحيفة الأمريكية بعضا منها، فإن صدام قال إنه كان يشعر بالقلق إزاء خطر القادة الإيرانيين الذين وصفهم بالمتشددين، حتى أنه كان مستعدا لإبرام اتفاق مع الولاياتالمتحدة لحماية العراق من المخاطر الموجودة في المنطقة. ونقلت ''واشنطن بوست'' عن جورج بيرو العميل الخاص في ''إف بي آي'' والذي أجرى تحقيقا مع صدام في جوان ,2004 بشأن أسلحة الدمار الشامل القول: ''صدام اعتقد أن العراق لا يمكن أن يبدو ضعيفا لأعدائه خاصة إيران، إنه اعتقد أن العراق يتعرض لتهديد من آخرين في المنطقة ويجب أن يبدو قادرا على الدفاع على نفسه''. وأضاف بيرو أن صدام كان أكثر قلقا بشأن اكتشاف إيران نقاط ضعف العراق، وبالتالي احتمال التعرض للهجوم أكثر من قلقه من العواقب من جانب الولاياتالمتحدة لمنع عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة الذي كانوا يبحثون عن أسلحة الدمار الشامل. وتابع قائلا: '' صدام أنكر بشدة أي صلات له بأسامة بن لادن الذي وصفه بأنه متعصب، وأشار إلى أنه بعث برسائل مستنكرة لهجمات 11 سبتمبر إلى المدعي العام الأمريكي السابق رمزي كلارك، غير أنه لم يتمكن من استنكارها علناً لأنه كان رسمياً في حالة حرب مع أمريكا''. كما أعلن الرئيس العراقي الراحل مسؤوليته الشخصية عن إصدار أمر بإطلاق صواريخ سكود على أهداف إسرائيلية أثناء حرب الخليج الثانية في عام 1991 لأنه ألقى باللوم على إسرائيل ونفوذها داخل الولاياتالمتحدة في ''كل مشاكل العرب''. ونفى الرئيس العراقي الراحل صحة استخدامه للبدلاء الذين يشبهونه من أجل تجنب الاغتيال، مؤكداً أنه تمكن من التملص من خصومه عبر تجنب استخدام الهاتف والتنقل بشكل مستمر من مخبأ لآخر، كما كشف أن المزرعة التي كان يختبأ في حفرة تحتها عند اعتقاله كانت الملجأ الذي استخدمه للاختباء بعد فشل الانقلاب الذي نفذه حزب البعث في العراق عام .1959 وانتهت ''واشنطن بوست'' إلى القول إن التقارير السرية ل''إف بي آي'' التي نشرها موقع مؤسسة ''ناشيونال سكيورتي'' غير الحكومية، التي دأبت على عرض الوثائق الرسمية الأمريكية المفرج عنها بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات، تضمنت 20 مقابلة رسمية أجريت عام 2004 وخمس مقابلات غير رسمية تمت بشكل عابر مع صدام بعدما اعتقلته قوات أمريكية في ديسمبر .2003 التقارير السرية السابقة تتناقض مع مزاعم إدارة بوش حول أن صدام كانت لديه أسلحة دمار شامل تهدد الأمن العالمي وكانت له علاقات مع القاعدة، وهي المزاعم التي استخدمت لتبرير التدخل العسكري الأمريكي في العراق في مارس 2003