وضعت الشرطة الإسرائيلية في حال تأهب قصوى ونشرت المزيد من قواتها قرب الحرم الإبراهيمي بالخليل، وفي محيط المسجد الأقصى بالقدس حيث يُمنع من هم دون الخامسة والأربعين من الصلاة في الحرم القدسي. وجاءت الإجراءات الأمنية الإسرائيلية في إطار محاولة لنزع فتيل التوتر بالخليل، بعد يوم من الهجمات التي شنها المستوطنون اليهود وأسفرت عن إحراق عدد من المنازل الفلسطينية وإصابة 12 فلسطينيا. وتواصلت اعتداءات المستوطنين حتى منتصف ليل الجمعة، حيث سعوا لإحراق المزيد من المنازل الفلسطينية، وبثوا تهديدات عبر الهواتف النقالة بالانتقام لإخراجهم من أحد المنازل بالمدينة، كما أن مئات المستوطنين نزلوا إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة نابلس وحطموا عشرات السيارات، كما حاولوا الاعتداء على طاقم الجزيرة الذي كان يعمل بالمنطقة. وأدت المواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والمستوطنين إلى إصابة نحو30 منهم بجروح طفيفة وجرح ثلاثة رجال شرطة، كما أصيب 12 فلسطينيا أحدهم جروحه خطيرة بعد أن أطلق عليه مستوطن النار من مسافة قريبة حسبما أفاده مراسل الجزيرة من الخليل، وقد اندلعت تلك المواجهات بعد أن استخدمت الشرطة الإسرائيلية الغاز المسيل للدموع لإجلاء المستوطنين, وانتهت العملية الخاطفة التي شارك فيها مئات من رجال الشرطة خلال أقل من ساعة. وفي هذا الإطار وردًّا على الاعتداء الأخير للمستوطنين في الخليل قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن السلطة الفلسطينية ستتقدم بطلب إلى مجلس الأمن لعقد اجتماع طارئ لبحث هذه الاعتداءات. وعلى الصعيد نفسه قال محافظ الخليل حسن الأعرجي إنه طالب الجانب الإسرائيلي بتحمل مسؤولياته باعتبار أن المنطقة التي شهدت الاعتداء تقع تحت مسؤوليتهم الأمنية، وكانت الأحداث قد تفجرت عندما أخرج الجيش الإسرائيلي بالقوة مستوطنين من عمارة الرجبي بالخليل التي احتلوها عام 2007، تنفيذا لقرار للمحكمة العليا الإسرائيلية في نوفمبر الماضي يقضي بتسليم العمارة إلى أصحابها. وردا على ذلك أضرم المستوطنون النيران في بعض منازل الفلسطينيين وسياراتهم فور قيام الجيش الإسرائيلي بعملية الإجلاء. يشار إلى أن وسط مدينة الخليل يضم نحو 650 مستوطنا في تجمع يدعى كريات أربع، يقومون بشن هجمات على سكان المناطق المحيطة بهم في المدينة التي تضم 170 ألف فلسطيني، ولم تفلح مطالبات السلطة الفلسطينية بإجلائهم.