اندلعت مواجهات عنيفة في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ظهر أمس الجمعة بين مئات الشبان والفتية وعشرات الجنود الصهاينة؛ وذلك بعد محاولة الجنود قمع مسيرة جماهيرية حاشدة نظمتها "حماس" في المنطقة الجنوبية من المدينة. * وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، التابع لحركة حماس، أن عشرات الدوريات العسكرية والجنود هاجموا المسيرة التي انطلقت من مسجد "وصايا الرسول" جنوبالمدينة، باتجاه المسجد الإبراهيمي لنصرة المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات الاحتلال والمغتصبين. وقام جنود الاحتلال بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، فيما ألقى مئات الفتية والشبان الحجارة، وأشعلوا إطارات في محيط مدرسة "طارق بن زياد" ومنطقة "السهلة". وأفادت مصادر محلية أن حوالي 15 فلسطينيّا أصيبوا بحالات اختناق، وتم تقديم العلاج لهم بشكل ميداني، وتم نقل بعضهم إلى المستشفى لاستكمال العلاج. * وفي السياق ذاته، شددت شرطة الاحتلال صباح أمس الجمعة إجراءاتها التعسفية في مدينة القدسالمحتلة، حيث نشرت الآلاف من عناصرها في مختلف أحياء مدينة القدس وأزقتها، وحولتها إلى ثكنة عسكرية منذ الصباح؛ وذلك تخوفًا من تجدد الاشتباكات عقب صلاة الجمعة، في ظل استنفار صهيوني متواصل منذ نحو عشرة أيام. * وذكر المركز الفلسطيني للإعلام، أن مصادر صهيونية أوضحت أن قوات معززة من الشرطة الصهيونية انتشرت في محيط الحرم القدسي، وفي البلدة القديمة والأحياء الشرقية في المدينة، كما قررت سلطات الاحتلال منع من هم دون الخمسين عامًا من دخول الحرم القدسي اليوم؛ وذلك لسكان القدس وفلسطينيي ال 48 فقط من حملة بطاقات الهوية الزرقاء، في حين يُمنع سكان الضفة الغربية منعًا باتًّا من دخول المدينة المقدسة، علمًا بأن تحديد العمر كان ينطبق قبيل الأحداث الأخيرة على سكان الضفة الغربية، ولم تكن هناك قيود في العمر على سكان القدس وأهالي ال48 . * غاراتٌ إسرائيلية جديدة استهدفت مناطق متفرقة في قطاع غزة * شن الطيران الحربي الإسرائيلي، من طراز "أف 16"، أمس، سلسلة غارات على أهداف مختلفة في قطاع غزة، استهدفت بصاروخٍ على الأقل ورشة حدادة تعود لعائلة "الداية" في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير الورشة بالكامل وإلحاق أضرار مادية جسيمة بالمباني المجاورة. * واستهدفت قوات الاحتلال المتمركزة على حدود القطاع بثلاثة صواريخ، أراضٍ خالية في محافظة دير البلح وسط قطاع غزة، كما تعرضت منطقة "الشحايدة" شرق بلدة عبسان في محافظة خان يونس جنوباً لغارات طائرات ال "أف 16" ولم يبلغ عن وقوع إصابات. * وفي محافظة رفح جنوب القطاع شن الطيران الإسرائيلي خمس غارات على منطقة الأنفاق الواقعة على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وأيضاً دون إصابات. * تأتي هذه الغارات بعد مصرع عاملٍ تايلندي الجنسية جراء سقوط صاروخٍ فلسطيني أطلق من شمال قطاع غزة على منطقة "نتيف عسراه" في النقب، بعد تهديداتٍ إسرائيلية بردٍ موجع. * وفي السياق ذاته أعلنت كل من كتائب أنصار السنة وكتائب شهداء الأقصى مسؤوليتهما عن عملية القصف، مؤكدتين أنه يأتي ردا على الهجمات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية وفي مقدمتها مدينة القدسالمحتلة. * ويعد هذا الهجوم الصاروخي هو الأول الذي يوقعُ قتيلاً منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2009م، بينما سبق بيومٍ واحد اجتماع مجموعة الوساطة الرباعية الدولية في الشرق الأوسط في العاصمة الروسية موسكو لبحث سبل إحياء محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية المتوقفة منذ ديسمبر كانون الأول عام 2008م. * وقد تبنت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم "جماعة أنصار السنة"، الهجوم، موضحةً في بيانٍ صادر عنها أن "المهمة الجهادية" جاءت رداً على اعتداء "الصهاينة" على الحرم الإبراهيمي والمسجد الأقصى "والعدوان المستمر على شعبنا في القدس". * ويتزامن التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة مع زيارة كاثرين آشتون الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمينة بالاتحاد الأوروبي إلى قطاع غزة، كأول مسئولة أوروبية تزور المنطقة بعد نجاح حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية وتشكيل حكومتها هناك. * وكانت إسرائيل قد هددت منذ سنوات بمقاطعة أي مسئول أوروبي يزور غزة مما جعل المسئولين الأوروبيين يحجمون عن زيارتها، إلا أن المفوضية الأوروبية أعلنت قبل أيام أن إسرائيل سمحت لآشتون بزيارة غزة عبر معبر إيريز.