جدد المجلس الوطني تمسك الأفلان بخيار المصالحة الوطنية داعيا إلى ضرورة استكمال تنفيذ تدابيرها باعتبارها الحل الوحيد لأمن واستقرار البلاد، كما شدد من جهة أخرى على ضرورة محاربة الفساد والتصدي لمختلف الآفات الاجتماعية والجريمة المنظمة. صادق أمس أعضاء المجلس الوطني للأفلان في ختام دورته العادية على لائحة السياسة العامة للحزب التي تتضمن عدة محاور، حيث جاء في اللائحة أن حزب جبهة التحرير الوطني يندد بالإرهاب ويسجل بارتياح استتباب الأمن وتحقيق الاستقرار وتحسين مستوى معيشة المواطنين والتكفل بقضايا الشباب والأسرة. واعتبر الأفلان أن لميثاق السلم والمصالحة الوطنية دور كبير في طي صفحة المأساة الوطنية ومعالجة آثارها وتكريس الوفاق الوطني بين الجزائريين، كما أكد المجلس الوطني للحزب تمسكه بالمصالحة الوطنية مشددا على ضرورة استكمال تنفيذ تدابيرها باعتبارها الحل الوحيد لأمن واستقرار البلاد وفي السياق حيا الأفلان الجهود التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي ومختلف أسلاك الأمن والمقاومين ورجال الدفاع الذاتي في مكافحة الإرهاب ودحر فلوله. وفي سياق ذي صلة، دعا الأفلان إلى ضرورة مواصلة مختلف الخطوات الرامية إلى التكفل بعناصر الهوية الوطنية في أبعادها الثلاثة الإسلام، العروبة، والأمازيغية، مشيرا إلى ضرورة تفعيل وتطبيق قانون تعميم استعمال اللغة العربية والعمل به حتى تأخذ اللغة الوطنية والرسمية مكانتها الطبيعية في مختلف دواليب الدولة، إلى جانب العمل على تطوير الأمازيغية وتدعيمها على كل المستويات مع التفتح على اللغات الحية. وفي الجانب الاقتصادي والاجتماعي أبدى الأفلان ارتياحه لتحسن الظروف المعيشية للمواطنين، مشيدا بالتدابير الذي اتخذتها الحكومة برئاسة الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم فيما يخص رفع رواتب العمال ومراجعة شبكة الأجور، وكذا قانون الوظيف العمومي والعقد الاقتصادي والاجتماعي وقانون المجاهد والشهيد. كما دعا الأفلان إلى ضرورة التكفل بالقضايا المطروحة في إطار حوار جاد وصريح بين الشركاء الاجتماعيين في إطار الثلاثية بما يضمن توفير الحياة الكريمة للعمال ويحفظ السلم الاجتماعي، مذكرا بموقفه الثابت في مجال مواصلة محاربة الآفات الاجتماعية كالرشوة والفساد والنهب والاختلاس. ولم يغفل المجلس الوطني للحزب أن يدرج ضمن لائحته أيضا تثمينه للجهود المبذولة في مجال التكفل بالجالية الجزائرية المقيمة بالخارج ووضع مختلف قدراتها في خدمة التنمية الوطنية. وفي الشأن الحزبي سجلت اللائحة السياسية الجهود المختلفة التي يبذلها إطارات الحزب في مختلف محافظات الوطن في إطار العمل الجاد في القواعد النضالية، حيث أوصى المجلس الوطني للحزب بضرورة مواصلة الجهد المطلوب لتحقيق النتائج المرجوة من ذلك حيث دعا إلى عقد دورة استثنائية للهيئة التنفيذية لدراسة المسائل التنظيمية مباشرة بعد الانتخابات الرئاسية. كما أشاد المؤتمر الوطني بأداء منتخبي الحزب على المستويين الوطني والمحلي مثمنا الجهد الهادف على دعم وتأطير وتوجيه ومتابعة نشاط المنتخبين، كما دعا على صعيد آخر، إلى الإسراع في مراجعة قانوني الأحزاب والانتخابات وقانوني البلدية والولاية والإسراع بإحداث تقسيم إقليمي جديد يخفف من معاناة المواطنين، ومن جهة أخرى أعرب الأفلان عن ارتياحه للنتائج التي حققها في الانتخابات التشريعية والمحلية التي كرست موقعه كقوة سياسية في البلاد، مشيرا على اعتزازه بالثقة التي منحها له الشعب. وعلى الصعيد الدولي جدد الأفلان تمسكه بضرورة تجسيد تطلعات شعوب المغرب العربي في التكامل والوحدة داعيا إلى مضاعفة الجهود من أجل تفعيل مؤسسات الاتحاد المغاربي كما استنكر الحملة التي تقودها بعض الأطراف في المغرب ضد الجزائر، كما جدد تمسكه بموقف الجزائر الثابت من الصحراء الغربية، معتبرا من جهة أخرى أن القرار الصادر من طرف محكمة الجنايات الدولية في حق الرئيس السوداني عمر البشير مناف للمواثيق والأعراف الدولية. أما فيما يخص فلسطين، فقد دعا الحزب العتيد كافة الفصائل الفلسطينية على تجاوز الخلافات وراب الصدع لمواجهة الاحتلال الصهيوني، كما جدد استنكاره بقوة للحصار الإسرائيلي الجائر على غزة، مؤكدا مساندته لكل من سوريا ولبنان لاستعادة الجولان ومزارع شبعا المحتلين، وكذا مساندته للشعب العراقي في الحفاظ على سيادته ووحدته الوطنية والترابية.