دعا المشاركون في الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني رئيس الجمهورية إلى الاستجابة لمطلب مناضلي الأفلان بالترشح للرئاسيات المقبلة، مثمنين قرار قيادة الحزب في المطالبة بتعديل الدستور وترشيح عبد العزيز بوتفليقة، حيث نددوا بالعمليات الإرهابية مؤكدين الاستمرار في محاربة القتلة المجرمين، كما جددوا تمسكهم بخيار السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب الجزائري. صادق مناضلو حزب جبهة التحرير الوطني أمس على اللائحة الختامية لأشغال الجامعة الصيفية للأفلان، حيث طالبوا من رئيس الجمهورية قبول دعوة المناضلين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، مذكرين بالإنجازات المحققة في شتى المجالات والقطاعات وهو ما دفعهم إلى تثمين قرار قيادة الحزب في المطالبة بتعديل الدستور ودعوة الرئيس إلى الترشح لاستكمال برامج التنمية ومسار الإصلاحات الشاملة التي شرع فيها بوتفليقة، داعين المناضلين والمناضلات إلى رص الصفوف والتجند تحسبا لرئاسيات 2009 وباقي الاستحقاقات بما يضمن للأفلان مكانته السياسية الرائدة في البلاد. وفي ذات المناسبة أعرب المشاركون في أشغال الجامعة الصيفية عن تزكيتهم لمضمون الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم خلال افتتاح أشغال الجامعة الذي حدد فيه المعالم البارزة لمواقف الحزب خصوصا تلك المتعلقة بالجامعة ولغات التدريس في مختلف التخصصات، حيث أكد بلخادم أن الأفلان حريص على مكانة اللغة العربية كلغة علم وتدريس وبحث في مختلف الجامعات الجزائرية وتخصصاتها، إضافة إلى حرصه على الانفتاح على مختلف اللغات. وأشاد مناضلو وإطارات الأفلان الذي حضروا أشغال الجامعة الصيفية بقوة بالموقف الذي اتخذه الأمين العام النابع من قناعات الحزب، وذلك باعتبار أن اللغة العربية بالنسبة إلى الجزائر هي "التاريخ والجغرافيا والهوية والسيادة وعنوان الشخصية الوطنية، وأن التفريط فيها هو تفريط في عنصر أساسي من عناصر الوحدة الوطنية". ومن جهة أخرى، دعت المشاركون إلى مواصلة التكفل الدائم بالأوضاع الاجتماعية للمواطن وتحسين قدرته الشرائية ومواصلة الحوار بين الشركاء الاجتماعيين حفاظا على السلم الاجتماعي، معربين عن ارتياحهم للتدابير الذي اتخذتها الحكومة التي ترأسها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة برفع الرواتب ومراجعة شبكة الأجور، والعقد الاجتماعي والاقتصادي وقانون المجاهد والشهيد. وندد الأفلانيون بشدة بالعمليات الإرهابية الشنيعة التي تحصد أرواح الجزائريين بلا وازع أخلاقي أو ديني، وتعمل على زرع الدمار والخراب، مؤكدين أن الشعب الجزائري وأبناءه من قوات الجيش وأسلاك الأمن سيستمر في محاربة القتلة المجرمين، حيث دعوا المواطنين إلى توخي الحذر ومزيد من اليقظة لمواجهة آفة الإرهاب، وفي نفس الوقت جددوا تمسكهم بمسعى وخيار السلم والمصالحة الذي بادر به الرئيس وزكاه الشعب، إضافة إلى مواصلة محاربة الإرهاب "بدون هوادة حتى القضاء النهائي على هذه الآفة المقيتة التي لا صلة لها بقيم الشعب الجزائري ودينه الحنيف". وعلى صعيد آخر، أجمع الحضور على أن اختيار موضوع "الجامعة والمجتمع.. تحولات وآفاق" كعنوان للجامعة الصيفية للأفلان يعود إلى أهميته في حياة المجتمع ومستقبل البلاد، وهو ما يعكس حرص حزب جبهة التحرير الوطني على تحقيق النهوض النوعي بالجامعة والمنظومة التعليمية بصفة عامة، فيما أشادوا بمجهودات الأسرة الجامعية الذين دعوا إلى مزيد الاهتمام بالأستاذ الجامعي بما يمكنه من تحسين أدائه وتحقيق المردود العلمي المطلوب. وفي السياق ذاته، شدد المشاركون في بيانهم الختامي على دعم مؤسسات التعليم العالي باعتباره مرفق عام من حيث المبدأ والاختيار، مع الانفتاح على كل المبادرات الهادفة التي من شأنها الإسهام في تطوير أداء الجامعة تسييرا وبحثا وتدريسا، مؤكدين ضرورة تكوين نخبة علمية قادرة على التأثير في المجتمع والاستجابة في الوقت نفسه لحاجيات مختلف فئات الشعب في التحصيل العلمي والمعرفي وتجسير العلاقة بين الجامعة والمؤسسة الاقتصادية، كما لم يخفوا إعجابهم بمستوى النقاش الذي أضفى على مختلف الجلسات العامة والورشات المتخصصة والذي تركز على المحاور الهامة التي تناولتها الجامعة بالبحث خاصة مسألة لغات التدريس في التعليم العالي والتجارب الناجحة لبعض الجامعات في العالم، حيث طالبوا بمواصلة الإصلاحات في المنظومة الجامعية وتفعيل العلاقة بين الجامعة والمحيط الوطني والدولي وتحقيق شراكة بين الجامعات الجزائرية والجامعات المتميزة في العالم. وبخصوص الأوضاع الإقليمية والدولية، جدد أكثر من 1000 مشارك في أشغال الجامعة الصيفية دعمهم الثابت لنضال الشعب الصحراوي بقيادة ممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو من أجل حقه في تقرير مصيره، داعين مختلف الفصائل الفلسطينية إلى تجاوز الخلافات ورأب الصدع ورص الصفوف من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، حيث ناشدوا كل القوى الوطنية والتيارات السياسية في العراق الشقيق من أجل العمل على وحدة الشعب العراقي والحفاظ على سيادته الوطنية، بما يضمن عودة الأمن والسلم إلى ربوع العراق، فيما أعربوا عن استنكارهم لمحاولات زعزعة استقرار السودان والتدخل في شؤونه الداخلية. واختتم المشاركون في الجامعة الصيفية أشغالهم بالتنويه بالمجهودات المبذولة التي مكنت من إنجاح هذا الحدث السياسي والفكري ويشيدون بالجدية التي ميزت النقاشات الهادئة والهادفة وكذا بروح الانضباط التي سادت الجلسات العامة والورشات المتخصصة.